بقلم – دكتور مهندس عبد الرزاق المدني:
جاء إعلان الهيئة العامة للموانئ “موانئ” عن إطلاق الخط الملاحي الذي سيربط المملكة مع دول شرق إفريقيا مثل الصومال وكينيا ليمثل نقلة نوعية وقفزه كبيرة في مجال الخطوط الملاحية المنتظمه حيث سيكون حافزاً لشحن البضائع المتبادلة بين المملكة و تلك الدول لأننا نفتقر لمثل ذلك الخط ويوجد نقص في السفن التي تعمل في هذه المنطقة مما يعطل الحركة وتتأخر البضائع لفترات طويلة في إنتظار سفن عابرة
وكما هو معروف فإن شركة (CMA CGM)، شركة عالمية ولها إسمها في مجال النقل البحري ولديها أسطول كبير لتغطية هذا الخط الملاحي مما ينعش حركة الإستيراد والتصدير وينمي الحركة في موانئ المملكة على البحر الأحمر وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠ وتخدم بذلك التجار وتحد من الإعتماد على بعض الموانئ في الساحل الغربي للبحر الأحمر حيث أصبحت تلك الموانئ منافسة للموانئ السعودية وسحبت منها بعض السفن التي كانت تنعش الحركة في مينائي جده وينبع وكذلك سيجذب المستثمرين من الشركات الملاحية الأخري للمنافسة وتشغيل خطوط مشابهه حيث أن بعضها عزف عن ذلك منذ فترة.
ولاشك أن تحويل المؤسسة العامة للموانئ الى هيئة عامة سيتمخض عن نتائج ايجابية كثيرة بما سيعود على ملاك سفن والأعمال ذات العلاقة بالنقل البحري وأهمها حرية اتخاذ القرار وإيجاد منظومة جديدة في التعامل تتماشى مع معطيات العصر وتكون مطابقة لأسلوب العمل البحري في معظم الدول المجاورة وخلق آلية جديدة تتجاوب مع متطلبات جميع الأطراف وأهمها المستوردين والمصدرين كما أنه سيحفز المستثمرين للعودة إلى الإستثمار في هذا المجال الحيوي الهام
وكذلك رفع تنافسية المملكة على الصعيدين الاستثماري والخدمات اللوجستية وترسيخ موقع المملكة الإستراتيجي على البحر الأحمر الذي يمر من خلاله ٣٥٪ من التجارة العالمية بين الشرق والغرب وكذلك تحسين البنية التحتية اللوجستية ولتفعيل مبادرات تسهل إجراءات التجارة وتسريع عمليات المناولة في موانئها بتحديث معداتها وتدريب العاملين فيها على أعلى المستويات لإدارتها
