الخوف والكورونا بنت “الغم”
بقلم – محمد البكر:
في الوقت الذي تعتبر فيه المملكة من أقل الدول التي أبتليت بفيروس الكورونا ، تتضاعف حدة الخوف عند الكثير من المواطنين . وبالرغم من أن الخوف هو من طبيعة البشر ، وأن فيروس الكورونا خطير ولا يجب التساهل معه ، وأن التدابير والإحترازات التي اتخذتها الدولة مهمة ومبررة ، إلا أن المبالغة في الخوف قد يتحول إلى وساوس وهلع يعطل الحياة ويدخل صاحبه في اكتئاب غير محمود .
يقول العلماء إن الناس عندما يشعرون بالخوف الشديد تتضاعف عندهم عوامل الإستجابة للمؤثرات الخارجية بقوة غير طبيعية . وقد قرأت في أكثر من موقع عن تأثير الخوف الشديد على حياة الإنسان . وتتفق معظم الدراسات العلمية المتخصصة في أن الخوف يشجع على إندفاع “الأدرينالين” في استجابة لا إرادية يسيطر عليها الجهاز العصبي . مما يؤدي – حسب كلام أولئك العلماء – إلى تلف القلب ، وفق تفسير طبي لا داعي لإقحامكم فيه .
مختصر الكلام أنه في حالة الهلع والخوف الشديد لا يتوقف الكالسيوم عن التدفق ، مما يبقي عضلات القلب متوترة لا يمكن لها الإسترخاء مما يتسبب في عدم انتظام ضربات القلب الذي يؤدي في النهاية إلى انخفاض في ضغط الدم بشدة قد يتطور إلى أزمة حادة مما يؤدي إلى أزمة قلبية .
كما قلت آنفا ، علينا الحذر الشديد واتباع النصائح الطبية من مصادرها الصحيحة ، وعدم التساهل في التعامل مع أي حالة اشتباه . لكن دون أن ندخل في مرحلة القلق الذي يؤثر على مزاجنا العام وعلى صحتنا وصحة من حولنا . فكما يقول المثل ” كل ما زاد عن حده إنقلب ضده ” .
أجمل ما وصلني من مقاطع وتعليقات عن متابعة الشعب السعودي لتطورات هذا الفيروس اللعين ، رسالة “رقمية” تقول إن عدد المصابين في المملكة “20” والوفيات “0” والموسوسين 6 مليون ومن سيسجن بسبب الإشاعات 8 مليون . أي أن ما طرحته في هذا المقال حول التوتر والقلق والخوف الذي انتاب المجتمع السعودي هو رأي غالبية السعوديين .
حكومتنا الرشيدة لديها الخبرة الكافية والإمكانات الكبيرة والكوادر الطبية المتخصصة التي تستطيع السيطرة على هذا المرض ، ناهيكم عن تلك الإجراءات المتتالية التي اتخذتها الدولة لضمان محاصرة الوباء ومنع انتشاره . فلا داعي للخوف أو القلق المبالغ فيهما . احذروا وانتبهوا لكن لا تدخلون أنفسكم في نفق مظلم . ولكم تحياتي.