مجلس الفرج وجذوة الوعي المجتمعي والوطني
بقلم – خالد السقا:
الدور المجتمعي لرجل الأعمال من أساسيات وجوهر أخلاقياته النبيلة التي تجعله يتعرف أكثر على مواطن الوعي الاجتماعي وتطور المنظومة الاجتماعية فيكون عطاءه أكثر شمولا ويخدم الوطن بأسره، لذلك تأتي مجالس رجال الأعمال كباب واسع للتواصل الفعال والإثرائي الذي يعزز تكامل أدوار الجميع ويجعلهم في حيوية وتلاقح في الأفكار، ذلك ما لمسته من خلال تشرفي بالمشاركة في مجلس أسرة الفرج الذي يستقبل فيه رجل الأعمال الشيخ محمد الفرج العديد من رجال الأعمال ومسؤولي الجهات والأهل والأصدقاء والمعارف بصورة دورية راتبة.
كثير من رجال الأعمال يحرصون على تنظيم هذه المجالس، وذلك أمر مطلوب وله تأثيره المميز على صعيد معرفة أفراد المجتمع ببعضهم ونقل أفكارهم وإبقاء مسألة الوعي أكثر حضورا لدى المشاركين، فهناك طروحات مهمة يتم تقديمها، فهي مجالس علمية ومجتمعية ومعرفية وأدبية لها انعكاسات ذات أثر كبير على حضور تلك المجالس.
مجلس الفرج من المجالس التي لها تأثيرها القوي في الحضور عبر المشاركات المقدرة التي تعزز المحبة وترتقي بروح التواصل وتدعم المناقشات بآراء جديدة ومستنيرة، وللشيخ الفرج دوره في تأصيل الفكر من خلال هذا المجلس الذي يحضره العديد من أبناء المجتمع في المنطقة، ويجدون فيه تلك البساطة والتناول الرائع لما يهم الجميع ويجعلهم أكثر اقترابا من بعضهم في ألفة ومودة ومحبة.
مجلس أسرة الفرج الذي أسسه محمد بن عبدالله الفرج المسعري الدوسري، في الدمام عام 1964م استمر في الانعقاد طوال هذه العقود ليجمع الأجيال الاجتماعية ويجعلها أكثر تواصلا فيما بينها، ويعلو بقيمة النقاش في مختلف القضايا التي تهم المجتمع والوطن، فهو رابط مهم وقوي للأجيال، ومنبر تواصل له دوره المؤثر في ربط أبناء المجتمع، وخلق مساحات للتقارب وتبادل الآراء في أجواء معرفية وثقافية مفتوحة، خاصة في ظل وجود النخب التي تحضره أسبوعيا.
يقدم مجلس الفرج كل المطلوب على الصعيد الفكري والثقافي بمشاركة رجال الفكر والمسؤولين، ويحدث الحراك المجتمعي الضروري للتطور وإبقاء جذوة الفكر مشتعلة بما يخدم الوعي العام، والأهم تواصل الأجيال فيما بينها، فتعدد الموضوعات التي يتم مناقشتها جدير بأن يحضره كل المهتمين والذين لديهم معرفة بمختلف مجالات المجتمع، وهنا تبرز القيمة والأهمية التي يعكسها هذا المجلس التاريخي الذي لا يزال يشهد ذلك الألق والحضور عبر السنوات الطويلة منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا، فهناك بالفعل رؤية وطرح مهم على الدوام، وتنوع في النقاش الهادف والبناء الذي يخدم كل قضايا التطور الاجتماعي.
من المهم أن تستمر مثل هذه المجالس الرائدة في الانعقاد لما لها من دور فعال وحقيقي في بناء أجيال أكثر معرفة بمطلوباتها على كافة الصعد الاجتماعية والوطنية، وللشيخ محمد الفرج جزيل الشكر على هذا العطاء الإنساني والمجتمعي والوطني النبيل الذي نتطلع دوما لاستمراره لما فيه صالح وخير مجتمعنا ووطننا.