التجنيس
بقلم – د.سعود المصيبيح:
تواصل هذه المملكة الفتية خطواتها نحو التقدم والتميز، واستكمال خطوات بنائها للنهضة، والوصول بإذن الله للعالم الأول. ومن ذلك صدور الأمر الملكي الكريم بضوابط منح الجنسية السعودية للمبدعين والمتميزين والمتفوقين ليكونوا إضافة لهذا الوطن في مجالات يحتاجها للبحث والتطوير وفي تخصصات مهمة جداً.
وهذه النظرة الثاقبة بعيدة المدى ستمكن المملكة من استقطاب كفاءات من عدة مجالات ومحاور وأقسام.. ويأتي في مقدمتهم العلماء المسلمون في الغرب والشرق الذين برعوا في الطب والهندسة والابتكار والتقنية وترأسوا أقساماً في جامعات عالمية كبرى وأثبتوا جهودهم وفرضوا شخصيتهم بعلمهم وجهدهم وتقدموا وظيفيًا وعلميًا في بيئة يصعب الاستقطاب فيها إلا للكفاءات المتميزة، ولكن هؤلاء المبدعين المتفوقين المتميزين الموهوبين يكتشفون بعد سنوات البحث والابتكار والعمل الجاد والغياب عن المنزل أن لديهم أطفالاً ومراهقين بدأوا في حالة التذمر والتأثر بالحضارة الأجنبية وتفسخها وقيمها المادية، لكن جيل الآباء والأمهات ظل محافظاً على قيمه ومبادئه الدينية ويجد أنه لا نجاح ولا تميز إلا برسالة الدين الحنيف. ولهذا ستكون المملكة العربية السعودية أرض الحرمين ومهبط الرسالة هي الملاذ الآمن بإذن الله في تربية أولاده فيترك كل ما حققه من نجاح لينال الجنسية السعودية ويواصل عمله وأبحاثه في وطن مؤهل دينا وعلماً ينطلق لآفاق التقدم، وضمن أكبر دول العالم الأقوى اقتصاداً في العالم ويترأس مجموعة العشرين ومثل هذا العالم كثير الذي يريد لأسرته خيري الدين والدنيا.
أما المجال الثاني فهم المولودون في السعودية وبعضهم نوابغ ومتميزون ومثل هذا القرار سيفيدهم بدلاً من هجرتهم لبلدان أخرى وقد أحبوا هذا البلد وعشقوه.
وهناك المتزوجون من سعوديات وبعضهم نوابغ في التجارة والتقنية والطب والمحاسبة والبنوك، وبالتالي الجينات متميزة لهم ولأولادهم واستقرار لابنتنا التي ارتبطت شرعيًا وعاطفيًا بهذا الإنسان الذي ينتمي لجنسية أخرى.
وبحمد الله فهذا القرار الحكيم يتوافق مع توجه موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي استقطب الكفاءات الأجنبية ومنحهم الجنسية السعودية واستفاد منهم في بناء الدولة في الطب والسياسة والاقتصاد والإعلام وغير ذلك.