مقالات

هل تكفي ساعة للنشاط ؟

بقلم – سارة الصحفي:

وتعود المياه لمجاريها، ويشتاق المعلم لغرسه فيعود لعرشه ممتلئا بالحيوية والنشاط ومتفائلًا بما وُصف به من أنه معلم للناس الخير ، ومع هذا الجمال والسكينة والاستمتاع تمر في ذهنه صورة تعكر وتؤرق صفو يومه بما يسمى بساعة النشاط ، ليجعله يتسآل بينه وبين نفسه أما آن لهذا الكابوس من نهاية؟
عندما اعتمدت وزارة التعليم قبل ثلاثة أعوام اضافة ساعة لليوم الدراسي ولمدة أربعة ايّام وخصصتها لتنفيذ الانشطة الطلابية المتنوعة ، هدفت إلى ايجاد مساحات زمنية مرنة لممارسة الطلبة هواياتهم ولصقل مهاراتهم واكتشاف مواهبهم، ومع جودة ما رمت إليه وزارة التعليم من أهداف من وراء هذا القرار إلا أن القرارلم يستساغ من قبل بعض منسوبي ومنسوبات الميدان التربوي بالمدارس فقد لوحظ تكرار من التذمر والرفض لهذا القرار بحجج ومبررات متعددة كان من أبرزها:
– أن الانشطة الطلابية مضيعة للأوقات والجهود وليس لها أهمية في حياة الطلبة، فإضافة هذه الساعات هدر في الأوقات.
– إن ما يطلب تنفيذه في هذه الساعات ليس من مهام المعلم او المعلمة وما هو الا عبئًا اضافيًا عليهم.
– آخرين يؤمنون بأهمية الأنشطة الطلابية و يرون أنها تحقق أهدافًا مهمة لكنهم يرفضون تلك المدة الزمنية المضافة( ساعة النشاط) والمحددة بأربع ساعات يوميًا باعتبارها زيادة على دوامهم الرسمي وليست في صالحهه فهي أربكت يومه، ولو بقيت على سابقتها من حصتين لكان أفضل.
– والبعض يرفض ساعة النشاط رفضًا كليًّا بحجة أنه لم تهيئ لتلك الأوقات الإضافية أي من الخطط أو البيئات التربوية المناسبة لبعض الانشطة المخصصة ولم توفر لها ميزانيات تساعد على التنفيذ ، فيرون أن القرار لابد له أن يتأجل أو يلغى.
– وبالمقابل نجد على النقيض من ذلك فهناك فئة أخرى سعدت وفرحت بهذه الإضافة الزمنية في ساعات النشاط واعتبرتها فرصة رائعة لتحقيق بعضًا من الأهداف التي لم يسعفهم الوقت لتنفيدها مع الطلبة، فكان الدعم للمناهج بتسخير تلك الأوقات لأنشطة تقوي مخرجاتهم، وتحتوي الكثير من الطلبة بتوجيه طاقاتهم المهدرة بإعطائهم مساحات للتعبير عن أنفسهم وإبداء آراءهم، ومن وجهة نظرهم يرون أن هناك العديد من الأنشطة التي يمكن تنفيذها دون الحاجة لميزانيات أو دون الحاجة لاماكن مخصصة وباستطاعتهم الاستفادة من تلك الساعات في تنفيذ العديد من المشاريع التي تصقل المهارات والقدرات التي تبني الشخصيات القوية من الطلبة لمواجهة المجتمع وعلى ذلك هم يتبنون مقولة قليل دائم خير من كثير منقطع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى