مقالات

 أجيالنا بين الإعلام والتعليم

بقلم – نورة الشرواني :*
يعد الإعلام اليوم أحد أهم مصادر تشكيل وصياغة الرأي العام ،والمشارك الأهم في عملية التنشئة الاجتماعية وأحد الوسائل البارزة لصياغة أنماط التفكير في المجتمع وتشكيل شخصية الأفراد فيه .
ولابد من ملاحظة أن مميزات وسائل الإعلام الحالية تفتقدها المؤسسة التعليمية ومنها التنوع والتفاعل والتوفر الدائم ،كما أنها تتميز بسهولة الوصول إليها وهي بالطبع متحررة من كثير من القيود والأعراف الاجتماعية، وهذا الأمر صعب المهمة على المؤسسة التربوية الرسمية – الأسرة والمدرسة – وأصبح من غير المعقول أن تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في عصر المعلومات.

فالمفاهيم عند الطلاب متغيرة متبدلة بحسب ما تبثه وسائل الإعلام من رسائل ، لذلك نحن في حاجة ماسة إلى تزويد طلابنا بالمناعة الذاتية،وتنمية قدراتهم على تجاوز التأثير الإنبهاري والتلقي السلبي وتزويدههم بالمهارات اللازمة للتعاطي السليم مع وسائل الإعلام والمضامين المتناقضة .
نحن بحاجة إلى إعلام تربوي قادر على الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة ، وتطويعها لخدمة المجتمع التربوي ، من خلال تفعيل علاقات إيجابية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين المجتمع ومنسوبي و منسوبات المؤسسات التربوية.
لذا يقتضي الأمر تصميم برامج تربوية لتدريب الشباب على كيفية التعرف على وسائل الإعلام ومدهم بمعارف ضرورية، وتعليمه كيفية الانتقاء والانتقاد لما يعرض أمامه ، ومن المهام التي ينبغي انجازها بإلحاح تصميم برامج تدريبية للمعلمين في مجال التربية بوسائل الإعلام حيث إن الزمان الذي كان يقتضي أن يكون المعلم على معرفة متعمقة بمادة اختصاصه فقط قد ولى إلى غير رجعة؛ فغدا المطلوب في أيامنا هذه أن يُعّرف التلاميذ كيف يكتسبون القدرة على استثمار المعلومات التي تصلهم عبر وسائل الإعلام والاتصال فقطار الإصلاح التربوي انطلق منذ سنوات ويحمد لمن يقوده من المسؤولين عملهم الدؤوب وقربهم من الميدان وانطلاق قراراتهم الأخيرة من منطلق تقديم المصلحة العامة للبيئة المدرسية على أي اعتبارات أخرى وكلنا ثقة في قدرتهم ورغبتهم في تطوير التعليم العام ليكون محققاً لتطلعات القيادة والشعب ومؤسسات المجتمع المختلفة.
وأرى أن يخرج مفهوم الإعلام التربوي من كونه جهة ناقلة لأخبار الجهات التربوية فقط إلى جهة منتجة تؤدي مفهوم التربية الإعلامية EDUCAION MEDIA ، والتي تعني تعليم وتحصين الطلاب وتزويدهم بمهارة النقد الإعلامي لكل ما ينشر ويذاع أمامهم ذلك أن عملية السيطرة على وسائل الإعلام أو منع أبناءنا منها صعب جداً خصوصاً في ظل وسائل إعلام جديدة متعددة المنافذ الأمر الذي يضعنا كتربويين في حرج شديد.

لذا علينا التفكير في وسائل أخرى نقوم بها لمواجهة هذا المد لعل منها تفعيل حقيقة وجود الإعلام التربوي ، والسعي لدى الجهات العليا لاعتماد فكرة تنمية ملكة النقد ،والتحليل ، والاختيار لدى الطلاب تجاه ما يقدم في وسائل الإعلام إما بعقد دورات تدريبية أو جعله منهج اختياري أو تفعيله ضمن النشاط المدرسي اللامنهجي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى