انتخابات الأندية.. لم ينجح أحد
بقلم – د. عبد العزيز السلمان:
يوميا وبشكل متتابع تطالعنا أخبار انتخابات الأندية عن المرشحين بكل نادي والتي في غالبيتها أتت بالتزكية عدى نادي او اثنين فقط..
هذا الأمر وبكل أسف يدل على فشل ذريع ومؤشر قوي على أن بيئة الأندية بيئة طاردة للكثير من الرياضيين وأن فئة قليلة هي من تستأثر وتتصدى لهذه المناصب في الأندية وبدعم خفي من أصحاب النفوذ المادي لأغراض معروفة برغم بعدهم عن المجال الرياضي ممارسة أو تخصص ولو ركزوا على مايجيدون لكان حال رياضتنا بالتأكيد أفضل..
للإجابة على السؤال المطروح، لماذا بيئة الأندية طاردة؟ سنجد أن عدم استمرار الدعم الكافي من هيئة الرياضة لتسيير مستلزمات الأندية هو السبب، وبما ان فئة قليلة تستطيع تحمل عبء الملايين التي تصرف سنويا في الأندية، تأتي هذه الفئة من أصحاب الأموال لحل أزمة الأندية عبر تقلد منصب الرئيس المنقذ..
بأعتراف رؤوساء بعض الأندية لولا تفاوت دعم الهيئة في الموسم الماضي لبعض الأندية دون البعض الاخر لكان ترتيب الدوري اختلف سواء من الأعلى أو من الأسفل ولا رأينا أن البطل لم يعد بطلا وأن الهابطين تغيرت أسمائهم.. إدراك رؤوساء الأندية الجماهيرية وخوف من يرغب بترشبح نفسه بأن المسؤولية كبيرة عامل أخر جعلهم لا يقدمون على الترشح، فنادي مثل الاتحاد الذي يعج بالمشاكل والديون المالية وكان قاب قوسين او أدنى من الهبوط ثم النفاذ منه بدعم الهيئة عزز لدى إدارته الأعتقاد أنها حققت انجازا كبيراً.
ولتضل ذكرى جميلة جعلها لا تترشح مرة أخرى، ولو أن هذا الدعم اعطى لنادي مثل أحد أو الباطن لرأيناه ربما في المركز الرابع، وما حال النصر ببعيد فالنادي والى فترات قصيرة يعاني من مشاكل كبيرة في مرتبات اللاعبين والشكاوى في الفيفا وبفضل دعم الهيئة أيضا حلت مشاكله واستطاع الحصول على الدوري بشق الأنفس بعد أن كان متذبذب في المستوى والترتيب في جدول الدوري في السنوات السابقة وبالمثل فإن إدارته ترغب أن تضل ذكرى تحقيق بطولة الدوري مقرونة بها لذلك لاتريد الترشح مرة أخرى بل ان المقعد لازال شاغرا لإيمان الكثير بأن النصر مشاكله كثيرة ولعلم من سيأتي أو يبقى بأن الجمهور النصراوي لن يرضى بأقل من تكرار الإنجاز وهذا ربما يصعب على فريق في ضل تواجد المنافس الهلالي الأوحد في السنوات الأخيرة على جميع البطولات وأن لم يحققها، فجمهور النصر الكبير لايرحم.. في المقابل هنالك أندية تعتبر الإنجاز هو فقط في الحصول على المركز الثالث مثل انجاز التعاون أما البعض الاخر فالبقاء في دوري المحترفين مثل الوحدة الذي لم تتقدم ادرته السابقة للرئاسة رغم أنها ابلت حسنا بدعم كبير من الهيئة لتحسين البنية التحتية للنادي وتهيئة الأجواء بشكل أفضل لمن يأتي بعدها..
عدم وجود ضغوط جماهيرية و شرفية بالمطالبة بالبطولات وانخفاض الطموح المقتصر على البقاء بدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أمر سهل كثيرا على التقدم للترشح لفترة ثانية في أندية مثل الاتفاق والفتح والفيصلي اما القادسية و الباطن فرغبة الرؤوساء بتحقيق مجد الصعود والعودة لدوري المحترفين كانت هي الدافع الأقوى خلف الترشح والتزكية دون أي منافسة تذكر من اي مرشح أخر كحال باقي الأندية ويشذ عن هذه القاعدة نادي الرائد الذي يعتبر المثال الابرز بترشح أربعة متنافسين على كرسي الرئاسة بجانب الهلال بمتنافسين اثنين فقط..
ظاهرة تزكية الرؤوساء في الكرة السعودية ليست غريبة في ضل الأوضاع الحالية سواء الضعف المادي للاندية والذي يقابله سقف طموح عالي وكذلك الضعف الإداري حيث أصبحت الأندية مسرح للتجار وأصحاب الأموال مع ابتعاد أبناء المجال لان البيئة العامة للعمل في الأندية غير مشجعة للمختصين حيث حضور العلاقات لا الكفاءات، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تدريجي في منظومة الأندية وان كان ظاهرها التقدم والتطور، الا ان باطنها يوضح اننا محلك سر، حيث ان المقياس الحقيقي للتقدم هو تحقيق النتائج الايجابية والاستمرار في المنافسة والطموح والتغيير الملحوظ من حيث الأداء والحضور على مستوى الاتحادات والمنتخبات وهذا مايجب على هيئة الرياضة الالتفات له إذا ما أردنا حضور دولي وقاري في جميع الألعاب فالنجاح الحقيقي للرياضة عندما تنجح المنتخبات من خلال الأندية التي لم توجد الا لكي تكون نواة لمنتخبات قوية تعكس صورة عن تقدم المملكة ومنظومتها الرياضية، عدا ذلك لم ينجح احد.