رؤية ولي العهد التنموية.. تعيد اكتشاف السعودية
بقلم د.أحمد العرفج:
مَن يُتَابع الحِرَاك الذي يَحدُث فِي السّعوديَّة، يَشعُر أَنَّنا فِي وَرشةِ عَمَل مُستمرَّة، فالمَشَاريع تَتَوَالَى، والتَّنميَة تَتَتَابَع، وكُلُّ صَبَاحٍ؛ نَجد أَنفسنَا قَد استَيقظنَا عَلَى مَشروعٍ هُنَا، أَو تَنميَةٍ هُنَاك..
قَبْل أَيَّام، تَنَاقَلَت الصُّحف خَبَر: تَبرُّع «سمو ولي العهد»، بمَبلَغ 50 مليون رِيَـال؛ لتَرميم وإعَادة بِنَاء بَعض المَبَاني فِي جُدَّة التَّاريخيَّة، هَذَا الخَبَر كَان بمَثَابة طوق النَّجَاة للمَبَانِي؛ التي كَانَت هُنَاك، لأنَّها لَا تُرمَّم ولَا يُعَاد بِنَاؤها؛ إلَّا وِفق المُوَاصَفَات والاشترَاطَات؛ التي تَتطلَّبهَا الهَيئَة العَامَّة للسيَاحَة، ومُنظّمة اليُونسكُو..
ولَا تَكمُن الصّعوبَة هُنَا فَقَط، بَل إنَّ البِنَاء نَفسه، والمَوَاد التي تُستَخدم فِيهِ، لَيسَت مُتوفِّرة دَائِماً، ولَا يُجيد التَّعَامُل مَعهَا كُلُّ بَنَّاء، لِذَلك كَان خَبَر التَّرميم؛ بُشرَى خَير يَنتظرهَا، لَيس عُشَّاق جُدَّة فَقَط، بَل كُلّ مُوَاطِن؛ يَحرص عَلى إِرثه الحَضَاري والإنسَاني..
قَبْل أَيَّام، كُنتُ مَع مَعَالي الصَّديق العَزيز «أبوعبدالعزيز – بدر العساكر»، فأَخبَرني بأَنَّ التَّرميم سيَتم؛ بأَيدٍ وإشرَاف وتَصَاميم سعُوديَّة خَالِصَة، لأنَّهم أَبنَاء المَنطِقَة، وهُم أَدرَى بشعَابهَا وبِنَائِهَا..
إنَّ المَشَاريع التي تَحملهَا الأَيَّام القَادِمَة؛ كَثيرَة ووَفيرَة، فهُنَاك مَشَاريع فِي المَنطِقَة الشَّرقية، وهُنَاك مَشَاريع فِي أَبهَا وجَازَان، ونَجرَان ومَكَّة والطَّائِف، والمَنطِقَة الشَّمَاليَّة.. كُلّها مَشَاريع سيُعلَن عَنهَا فِي حِينهَا، وستَكون إضَافَة للوَطَن، وتَنميَة لَه، ولإنسَانه..
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: دَعونَا نَستَعِرْ عِبَارة الصَّديق الدّكتور؛ «فهد العرابي الحارثي» حِينَ قَال: (إنَّ الأَمير «محمد بن سلمان» جَعلنَا نُعيد اكتشَاف السّعوديَّة). نَعَم، جَعلنَا «وَلي العَهد» نَكتشفهَا، وكَأنَّنا تَعرَّفنَا مِن جَديد عَلَى مَشَاريع مِثل: «نِيُوم وأَمَالا، وشِتَاء طَنطُورَة، ومَشرُوع البَحر الأَحمَر، والقدية وجُـدَّة دَاون تَاون، ووَعد الشّمَال»..
حَقًّا، لقَد جَعلنَا سمو ولي العهد نُعيد اكتشَاف بِلَادنَا، لأنَّ كُلّ الأَمَاكن المَذكُورة؛ كُنَّا نَمرُّ عَليهَا مرُور الكِرَام، وبَقيت كنُوزاً مَخفيَّة، أَمَّا الآن -وبَعد رُؤية 2030- فنَحنُ نَعيشهَا ونَتعَايَش مَعهَا، إمَّا بتَرميم هَذا المَكَان، أَو بتَفعيل تِلك المَنطِقَة، أَو بتَنشِيط هَذه المِسَاحَة، أَو بإعَادة صيَاغة هَذه البُقعَة أَو تِلك.