ادم وحواء

بالفيديو.. قصص «السناب شات» مضيعة للوقت و لا تعكس الواقع وتضرّ الصحة النفسية

المنامة – سويفت نيوز:

أظهرت الدراسة التي أجراها مركز بتلكو لرعاية العنف الأسري حول سناب شات أن «السناب شات» من أكثر البرامج التي تستهلك الانترنت، يليه «اليوتيوب» ويعد مضيعة الوقت، وانتهاكا لخصوصيات الآخرين، بالإضافة إلى اختفاء القصة بعد 24 ساعة، وإمكانية سرقة الصور، والتأثير على بطارية الهاتف.

وأوضحت الباحثة بمركز بتلكو لرعاية العنف الأسري إيمان الفلة إن إحدى الحالات التي لجأت إلى المركز أكدت أنها كانت تنشر صورًا لهدايا وورود عبر برنامج «السناب شات»، وتكتب عبارات الحب والشكر لزوجها، في الوقت الذي كان يبرحها ضربًا، وقد أكدت أنها كانت تصور ما تتمنى أن تكون عليه، إلا أن الواقع مغاير تمامًا.
وأشارت إلى أن المركز أجرى استطلاعًا موسّعًا بشأن استخدام التطبيق الذي يبلغ عدد مستخدميه في مملكة البحرين 300 ألف مستخدم، وأنه بحسب المعلومات الرسمية تبلغ نسبة الإناث اللواتي يستخدمن البرنامج حول العالم 70­%، وبالتالي تم إجراء الاستطلاع على عينة من 200 بنت بعمر 16 سنة، بالاعتماد على الاستبانة والمقابلات الشخصية.

وأكدت أنه بالتواصل مع عدد من شركات الاتصال، أشارت إلى أن «السناب شات» من أكثر البرامج التي تستهلك الانترنت، يليه «اليوتيوب».
وفيما يتعلق بالسلبيات التي ذكرتها عينة الاستطلاع، أوضحت أنهن ذكرن أنها مضيعة الوقت، وتُعد انتهاكا لخصوصيات الآخرين، بالإضافة إلى اختفاء القصة بعد 24 ساعة، وإمكانية سرقة الصور، والتأثير على بطارية الهاتف.

أما بالنسبة إلى الإيجابيات -بحسب نظرة الفتيات اللواتي شملهن الاستطلاع، فقد ذكرن أنها تشمل الخصوصية، واختفاء المحادثات والصور عبر التواصل الخاص، بالإضافة إلى متابعة تفاصيل المشاهير بشكل مستمر، والضحك والتسلية، إلى جانب التسوق والتسويق.

وحول أبرز ما خلص إليه الاستطلاع، أوضحت أنه تمثل في الاختلاف بين الواقع والصورة، ففي الوقت الذي تظهر الفتيات سعادة غامرة من خلال صورهن ومقاطع الفيديو المصورة وهن يستخدمن «الفلاتر» المختلفة التي تخفي عيوب الوجه والبشرة، تكون الأجواء في الواقع مختلفة، ويشوبها الإزعاج والتوتر والفوضى، وهو بالتأكيد ما لا يظهر للمتابعين.
وأكدت الفلة أن لاستخدام السناب شات تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الصحة النفسية، إذ ذكرت العديد من الفتيات اللواتي شملهن الاستطلاع أن الشعور بأنهن لا يملكن شيئًا يسيطر عليهن حين يشاهدن الآخرين يمارسون أنشطة مختلفة مثل التسوق والسفر.
وعلقت: «اللافت شخصيًا، أن إحدى متابعاتي تحدثت لي ذات مرة حول طبيعة عملي، وقالت إنها تشعر بـ(الحسد)؛ لأني أقابل العديد من الأشخاص يوميًا وأتعامل مع الكثير من الناس».
وأضافت «مَن تتابع يعكس مَن تكون، وماذا تعرض في وسائل التواصل، كما أن صفحتك تعبر مَن أنت، فبالرغم من أنه عالم افتراضي إلا أنه يعكس الكثير من المكنون النفسي والملامح الشخصية، ففي السابق، كانت وسائل التواصل يلفها الغموض، وكان الاعتماد فيها على الشخصيات الوهمية، وإن كانت تعبر عن حقيقة الإنسان، لكن الآن يعكس الإنسان حقيقته مستخدمًا شخصيته الحقيقية».
وأوضحت «إحدى أبرز الملاحظات لغط الخصوصية، إذ إن أحدهم أكد لي خلال إحدى المحاضرات التخصصية المتعلقة بوسائل التواصل أن كل التطبيقات يمكن اختراقها بسهولة، وأسهلها السناب شات، بالرغم من أن أغلب اللواتي أجبن على الاستطلاع أشرن إلى أن الخصوصية مهمة بالنسبة إليهن، وأنها سر ارتباطهن بالبرنامج».

وفيما يتعلق بالتسويق، أوضحت أن جميع مستخدمي التطبيق أصبحوا مسوقين غير مباشرين، إذ إننا نوفر معلومات من خلال ردنا على التساؤلات الموجهة إلينا بشأن الأماكن التي نرتادها، الوجبات، السلع المختلفة وأسعارها.
وتحدثت الباحثة عما أطلقت عليه «الشخصية السوشلية»، مبينة أنه في السنوات السابقة كان إثبات الذات في المجتمع يتطلب مخزونًا ثقافيًا وفكريًا، وكانت القاعدة كلما قرأت وتعلمت أكثر سيكون لك وجود اجتماعي مميز بفكرك، أما في الوقت الراهن فقد تغيّر المفهوم تمامًا.
وعقّبت «إن أردت أن تكون موجودًا مجتمعيًا، فأنت بحاجة إلى امتلاك مهارات الذكاء الاجتماعي العالية، والقدرة على كسب الناس، وخلق المتعة والإيجابية لدى المتابعين»، مبينة أن من الملاحظ أن العديد من المشاهير يملكون حسًا فكاهيًا دون محتوى فكري إلا ما ندر، لذلك كان لتطبيق السناب شات نصيب كبير في توجه الشباب من الفئة العمرية المذكورة إلى إثبات البصمة المجتمعية والشهرة الزائفة بـ«الشخصية السوشلية».
وتابعت «اختفاء القصة المعروضة بعد 24 سنة أدى إلى حالة من الهوس لدى المستخدمات في المراقبة والتتبع»، لافتة إلى أن من بين الحالات فتاة أكدت أن عددًا من معارفها يقومون بمراقبتها وتتبع مكانها ويبحثون عما وراء القصة.وحول المدد الزمنية أيضًا، سجلت الباحثة ملاحظة تتعلق بشأن برمجة تصوير الثواني، معتبرة أنه بالرغم من الجوانب السلبية للتطبيق، إلا أن تحديد هذه المدة للتصوير حقق تحديًا بالنسبة إلى المستخدمين يتمثل في التعبير عما يريدون في توصيله في تحدي «الثواني»، خاصة بالنسبة إلى المجتمعات العربية التي تميل إلى التفصيل، واللافت هنا أيضًا الارتباط بين «الثواني» وبين مفهوم أن اللحظات السعيدة تمر سريعًا.

 https://www.youtube.com/watch?v=DECEm3VQ_pg

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى