ادم وحواء

الدكتورجاسر الحربش يحذر من ظاهرة السهر وخطورتها على الصحة للجنسين

جدة – أحمد حندوق:

حذر الاستشاري الدكتور جاسر الحربش من ظاهرة السهر وقال لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب العربي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت ، والصحة ، والمال ، وتضييعها على المتع التافهة .

وأوضح أن الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضاً كثيرة ، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة فهي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ، ولا للمهارات ، ولا لصحة النفس والبدن .

وقال أن السهر الطويل لربات البيوت حتى ساعات الفجر ، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر ، يعد واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت ، والصحة ، والمال ، من بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم ، وحرقة المعدة ، وإنتفاخ البطن ، والإجهاد السريع ، وضيق التنفس .

وعندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون ، ثم تنام حتى الظهر ، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم يرَ نور الصباح ، ولم يستنشق هواء نقياً منذ أعوام طويلة .

بالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن العبث بالوقت والحياة :

عضلة المريء ترتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي .

الأمعاء تصبح طبلاً مليئاً بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة .

الكبد غارقة في الدهون .

فقر دم رغم السمنة الظاهرة .

عضلات الأطراف ضامرة ، رغم ضخامة الجذع والبطن .

طاقة التنفس هزيلة ، والعظام هشة بسبب نقص فيتامين د ، وعنصر الكالسيوم لانقطاع التعرُّض لأشعة شمس الصباح .

وما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة مرض السكري ، والكوليسترول ، وحصوات المرارة ، وارتفاع ضغط الدم ، ثم تتحوّل إلى عالة على منزلها ، ومصدر نزيف مالي مستمر على الأدوية ، والاستشارات الطبية .

على النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم تكون العاملة الآسيوية التي لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغراماً ، قادرة على العمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ، ولا لهاث في التنفس ، ولا انتفاخ في الأمعاء ، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل فتستمتع بنوم عميق مريح ، ثم تصحو في السادسة صباحاً مع الطيور .

تنازلت ربة البيت عن إستثمار وقتها فيما يفيد ، وأهملت الشروط الضرورية لإكتمال الصحة ، وتعللت بخدعة نقص فيتامين د المزعوم ، بل ودفعت المال للعاملة لتنوب عنها في إدارة المنزل .

ضحّت بكل ذلك مقابل السهر ساعات إضافية على مسلسلات ، وبرامج تافهة في الفضائيات .

هذا النموذج من ربات المنازل لا يتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفّهة ، بل تجده في أغلب البيوت ، حتى في أبعد قرية عن العمران .

الشبان والشابات من طلبة المدارس ، والجامعات ، مصابون أيضاً بداء السهر ، وبنفس العلل الصحية المترتبة عليه ، لأنهم يسهرون حتى بعد منتصف الليل على أجهزة الدردشة وبرامج التلفزيون .

الرجال في مثل هذه البيوت لديهم نفس الإعتلالات والأمراض ، لأنهم يدمنون السهر في المقاهي وملاحق المنازل ، ويتناولون وجبات عشاء دسمة بعد منتصف الليل من أقرب مطعم ، فيصبح الحال من بعضه .

قبل عدة سنوات كان الناس عندنا ينامون بعد صلاة العشاء بساعتين على الأكثر ، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى مكتملي الحيوية والنشاط ، ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى مهماته اليومية .

آنذاك كانت معدّلات الإصابة بالسكري ، وضيق الشرايين ، وتصلُّب المفاصل ، والاعتلالات الهضمية ، تكاد تكون صفراً ،
مجتمعنا الحالي مصاب بكل أمراض التسيب والتساهل مع الوقت ، وشروط الحياة الطبيعية .

نحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل ، وبرامج توعية ، تعيدنا إلى الإلتزام بقواعد التعامل مع الزمن ، وشروط الجودة النوعية للحياة .
لولا الخشية من فساد الأطعمة في ثلاجات ومخازن التبريد ، لإقترحت قطع الكهرباء عن المنازل والإستراحات قبل منتصف الليل ، بإستثناء يومي نهاية الأسبوع .

مقال لن يتكرر أرجو أن يكون بداية انطلاقة لكل من تهمه حياته وصحته أعجبنى المقال فاهديته لكم .

أسعد الله أوقاتكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى