200 شابة وشاب سعودي يشاركون في أكبر هاكاثون للتقنيات الرقمية في الشرق الأوسط
الرياض – محمد الجندي:
تعاونت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات و”الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) وشركة “جنرال إلكتريك” و”العبيكان للحلول الرقمية” هذا الأسبوع لتنظيم أكبر هاكاثون للتقنيات الصناعية الرقمية في الشرق الأوسط: “هاكاثون الآلات الرقمية السعودية”، تحت رعاية معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات. وتحدى الشركاء أكثر من 50 فريق لاكتشاف وتطوير حلول مبتكرة ضمن ثلاثة قطاعات رئيسية تشمل المياه والرعاية الصحية والطاقة المتجددة. وركز البرنامج التدريبي والتنافسي على إعداد تطبيقات برمجية تتيح للآلات أن “تتحدث” لمساعدة صناع القرار في اكتساب صورة أوضح عن عمليات كل قطاع الأمر الذي يثمر بدوره في تعزيز الكفاءة.
وخلال حفل تكريم الفائزين، ألقى معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه كلمة تحدث فيها عن أهداف الوزارة من تنظيم هذا الحدث الذي يتطلع إلى توظيف مهارات الشباب السعودي في التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، للاستفادة منها في ابتكار حلول جديدة تثري حياة المواطنين السعوديين في مجالات حيوية مثل الصحة والطاقة والمياه. وأوضح معاليه أن مثل هذه الأنشطة تساهم في ترسيخ مفاهيم الثقافة الرقمية، بالتزامن مع دورها الجوهري في اكتشاف المواهب الوطنية الواعدة وتزويدها ببيئات حاضنة تتيح لها تطوير إمكاناتها وتقديم ابتكارات جديدة بنّاءة.
وبمشاركة أكثر من 200 شابة وشاب، تعاون الشركاء من القطاعين العام والخاص دعماً لمساعي التحول الرقمي في القطاع الصناعي ولإثراء خبرات المشاركين حول مهارات الترميز باستخدام منصة “بريديكس Predix”. وخضع المشاركون لبرنامج تدريبي مكثف استمر ليومين، أعقبه الهاكاثون التنافسي الذي قيّمته لجنة تحكيم من الخبراء العالميين المتخصصين بالمجالات الصناعية والرقمية. وأدارت الحدث “هوبي ديستريكت”، الشركة الناشئة التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها وتركز على الترميز وتطوير البرمجيات وبناء مهارات المستقبل. كما شاركت “تاتا للخدمات الاستشارية” لتقديم الإشراف والتوجيه حول منصة “بريديكس”.
وأقيم الحدث برعاية شركة “العبيكان للحلول الرقمية” التي تعد حالياً من الشركاء الاستراتيجيين لشركة “جنرال إلكتريك الرقمية”، حيث تدرك “العبيكان” ضرورة تفعيل التعاون لبناء منظومة عمل إقليمية وعالمية يستفيد منها مطورو البرمجيات كمنطلق لتطوير
حلول مبتكرة تدعم خطط التحول الرقمي في القطاع الصناعي بالمملكة العربية السعودية، والمنطقة عموماً. وتساهم هذه الخطوات في تعزيز إنتاجية وتنافسية القطاع الصناعي، مما ينسجم في المضمون والأهداف مع رؤية السعودية 2030″.
بهذه المناسبة قال وكيل الوزارة لصناعة التكنولوجيا والقدرات الرقمية الدكتور أحمد الثنيان: “يمثل ’هاكاثون الآلات الرقمية السعودية‘ رافداً لأهداف رؤية 2030 نحو تطوير الموارد البشرية الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار الرقمي دعماً لمبادرات تنويع موارد الطاقة والاقتصاد. وفي الوقت الذي تبرز فيه تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية كمحور رئيسي للابتكار ومنطلق نحو فرص ضخمة لتعزيز الابتكار في القطاع الصناعي، يأتي إطلاق الهاكاثون ليعزز إمكانات وخبرات الشباب ويساهم في تفعيل دورهم في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة”.
ومن جانبه قال المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، محافظ “الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)”: “قدم ’هاكاثون الآلات الرقمية السعودية‘ للمبتكرين والخبراء الرقميين الشباب فرصة هامة للمشاركة بدور فعال في دعم الخطط التنموية الوطنية الطموحة. ومن خلال الجلسات التوجيهية المكثفة، اكتسب المشاركون معلومات قيّمة حول إنترنت الأشياء الصناعية، والسبل المثلى لتوظيف منصة ’بريديكس‘ التي طورتها ’جنرال إلكتريك‘ للتعاون على تطوير حلول جديدة، في مثال مشرّف للتعاون البنّاء بين القطاعين العام والخاص نحو تطوير الموارد البشرية وتعزيز التحول الرقمي في القطاعات الصناعية”.
وبدوره قال المهندس علي صالح، المدير التجاري لدى “جنرال إلكتريك الرقمية” في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا: “اخترنا أن يركز الهاكاثون على ثلاثة محاور رئيسية: الماء، والطاقة المتجددة والرعاية الصحية، والتي تعتبر من المقومات الرئيسية للخطط التنموية الوطنية في المملكة العربية السعودية. ولقد ساهم إنترنت الأشياء الصناعية في فتح المجال أمام كم كبير من الفرص، ونود أن نشجع الشباب السعودي للمشاركة في مسيرة التحول الرقمي في المملكة عبر تعزيز مهاراتهم المتخصصة في هذا المجال. وتمثل هذه الخطوة امتداداً لالتزامنا الجاد والمستمر تجاه المملكة وحرصنا على ترسيخ ثقافة الابتكار لإيجاد حلول فعالة لأهم التحديات في مختلف المجالات”.
وقال المهندس عبدالله العبيكان، الرئيس التنفيذي لـ “مجموعة العبيكان للاستثمار” وشركة “العبيكان للحلول الرقمية”: “نركز دائماً على تحسين الإنتاجية والخدمات والارتقاء بالجودة بالاعتماد على الحلول الرقمية الحديثة. وتنسجم المحاور الرئيسية للهاكاثون مع أهداف الاستدامة والتنمية الاقتصادية في المملكة، فمن خلال تشجيع الشباب على المشاركة في تعزيز الابتكارات الرقمية، فإننا نستثمر في مستقبل أفضل لهم وللمملكة على حد سواء. وتتطلع ’العبيكان للحلول الرقم
ية‘ باستمرار إلى استقطاب المواهب المحلية وتطوير إمكاناتها لتعلب دوراً أكثر فعالية في بناء المستقبل الرقمي للمملكة، وهو ما تجسد في إطلاق الهاكاثون ليكون دافعاً قوياً نحو تحقيق هذه الأهداف”.
وتمثّل التحدي الخاص بقطاع المياه في تطوير حلول تستخدم موارد المياه وبيانات الطلب لمساعدة محطات التحلية في تقدير كمية المياه الواجب معالجتها. وفاز بالمرتبة الأولى فريق Lamda الذي قام بتطوير حل يساعد في خفض استهلاك الطاقة من خلال إمكانية الاطلاع على مستوى الاستهلاك وبالتالي إنتاج المياه المحلّاة بناءً على حجم الطلب. أما المرتبة الثانية فكانت لفريق Team Star Force الذي قام بتطوير لوحة تحكم عن بعد بالأصول، تستخدم مستشعرات إنترنت الأشياء الصناعية لمراقبة توزيع المياه ومستويات المياه الجوفية ومعدلات هطول الأمطار وتسرب المياه.
أما تحدي الرعاية الصحية فركز على استخدام البيانات الطبية مجهولة المصدر من المستشفيات لإعداد نظام سجلات رقمي شامل. وفاز بالمرتبة الأولى فريق Digital Team الذي قام بتطوير حل باستخدام سحابة “بريديكس” لنقل كافة بيانات المستشفى إلى قاعدة بيانات واحدة. وجاء في المرتبة الثانية فريق D’coders الذي عمل على تطوير حل يجمع كافة بيانات المستشفى ويقدم لوزارة الصحة واجهة تستعرض مستوى أداء مرافق الرعاية الصحية والصحة العامة.
وفي قطاع الطاقة، ركز تحدي الهاكاثون على الموارد المتجددة، حيث طلب من المشاركين إعداد لوحة تحكم للاستخدام في محطة لطاقة الرياح توفر للمستخدم بيانات واضحة. وفاز بالمرتبة الأولى فريق Digitrans الذي طور حلاً يوضح للمشغلين كيفية استخدام توربينات الرياح عبر تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية التي تسمح بتخطيط عمليات الصيانة الاستباقية، بالإضافة إلى تعزيز العمليات. أما فريق PSAU ففاز بالمرتبة الثانية عن الحل الرقمي القادر على تخمين احتياجات الطاقة المستقبلية وتعديل حجم الإنتاج بصورة فورية بناءً على هذه البيانات.
وسيحصل الفائزون بالمركزين الأول والثاني عن كل فئة على جائزة نقدية بالإضافة إلى المزيد من البرامج التدريبية ليصبحوا مستخدمين معتمدين لمنصة “بريديكس” مما يمهد الطريق أمامهم لمواصلة تطبيقات صناعية جديدة تساهم بدور فعال في إيجاد حلول ناجعة لمختلف التحديات التي تواجهها المملكة.