زيارة سمو ولي العهد وإستقبال ترامب الحافل في عيون الإعلام العالمي

بقلم – دكتور جاسم الياقوت :
نائب رئيس إتحاد الإعلاميين العرب
حظيت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية باهتمام إعلامي واسع، إذ تابعتها كبرى الصحف والشبكات الإخبارية بصورة مكثفة، خاصة مع الاستقبال الحافل الذي خصّه به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وقد ركزت وسائل الإعلام الدولية على لغة الترحيب اللافتة من جانب ترامب، معتبرة أن المشاهد التي التُقطت في اللقاء تعكس عمق الشراكة بين البلدين ومستوى الثقة السياسية المتبادلة، إضافة إلى دلالات مهمة بشأن مستقبل العلاقات السعودية–الأمريكية.
وفي الصحافة الأمريكية، أكدت التحليلات وصف الزيارة بأنها محطة استراتيجية تُعيد تأكيد مكانة المملكة كحليف رئيسي لواشنطن في قضايا الأمن والطاقة والاستثمار في الوقت الذي أشارتفيه تقارير عديدة إلى أن ولي العهد يتمتع بحضور مؤثر لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة، ليس فقط في المجال السياسي، بل أيضاً في دوائر الاقتصاد والتقنية، حيث أثارت لقاءاته مع قادة كبرى الشركات اهتماماً لافتاً. واعتبرت بعض وسائل الإعلام أن الزيارة جاءت في توقيت حساس يشهد تحولات عالمية في أسواق الطاقة وفي موازين القوى السياسية، وهو ما يمنحها أهمية مضاعفة.
أما الإعلام العربي فقد ركّز على الأبعاد السياسية للزيارة، وعلى الرسائل التي حملها الاستقبال الكبير من ترامب، معتبرًا أن هذا الترحيب يعبّر عن متانة العلاقة التاريخية بين البلدين، وعن الدور القيادي للمملكة في المنطقة. ورأت التحليلات العربية أن لقاءات ولي العهد مع أعضاء الكونغرس والمؤسسات الفكرية الأمريكية أسهمت في توسيع دوائر النفوذ الدبلوماسي وتعزيز الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، مما يمهّد لمرحلة جديدة من التعاون المبني على رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة.
وفي المقابل، تناولت وسائل الإعلام الدولية الزيارة من زاوية تأثير السعودية المتنامي في الملفات الاقتصادية العالمية، وخاصة في قطاع الطاقة. وأكدت تقارير أوروبية وآسيوية أن حضور ولي العهد في واشنطن يعكس نجاح رؤية المملكة 2030 في جعل السعودية لاعباً رئيسياً في أسواق الاستثمار العالمية، مع إبراز أن الحوار السعودي–الأمريكي بات يشمل ملفات تقنية متقدمة تتجاوز نطاق التعاون التقليدي.
وفي المحصلة، خلصت معظم التغطيات الإعلامية إلى أن زيارة سمو ولي العهد شكلت نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات السعودية–الأمريكية، وأن الاستقبال الحافل من الرئيس ترامب كان بمثابة تأكيد على عمق التحالف بين البلدين وعلى الثقة المتبادلة التي تجمع قيادتهما. كما رأت وسائل الإعلام أن الزيارة عززت مكانة المملكة كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، ورسخت دور ولي العهد كأحد أبرز القادة الفاعلين في صياغة مستقبل المنطقة والعالم.




