مقالات

القادسية بين الإستثمار والاتهامات

بقلم – محمد البكر :

منذ أن استحوذت أرامكو على نادي القادسية ، والنادي يعيش مرحلة مختلفة عنوانها البناء والتطوير، غير أن هذه المرحلة لم تسلم من التشويه والانتقادات المتعمدة من بعض الأصوات الإعلامية . فالهجوم لم يأتِ على خلفية إخفاق رياضي أو تجاوز سلوكي ، وإنما بسبب الدعم الذي حظي به النادي بعد دخوله تحت مظلة واحدة من أكبر الشركات العالمية .
‏اللافت أن تلك المواقف لا تنسجم مع الواقع ، فالقادسية ليس النادي الوحيد الذي نال دعماً استثنائياً . فجميع الأندية المدعومة من الصندوق ، أو تلك التي ارتبطت بمشاريع كبرى ، تلقت تمويلاً كبيراً جعلها قادرة على المنافسة بقوة . ومع ذلك ، لم نسمع من يعيّر هذه الأندية بدعمها ، أو يشكك في أحقيتها بالوجود على الساحة . فلماذا إذن القادسية بالذات هو المستهدف !؟
‏القادسية تاريخياً نادٍ مسالم ، لم يدخل في عداوات مع غيره من الأندية ، وجماهيره معروفة بكونها مثالية وراقية في تشجيعها . لم يسجل عليه أنه أساء لمنافس أو تطاول على غيره ، وكل ما قام به مؤخراً هو طلب اعتماد تاريخ تأسيسه ، وهو حق مشروع لأي مؤسسة رياضية تريد أن تحفظ تاريخها وتوثق إنجازاتها . ولم تمنع أي نادٍ من المطالبة بحقوقه إن رأى أن له حق . لكن هذا الطلب البسيط قوبل بحملة تشكيك وكأنه اعتداء على الآخرين ، في حين أنه لم يتعرض لأي نادٍ آخر لا من قريب ولا من بعيد .
‏من الظلم أن يُصوَّر القادسية كأنه استفاد من امتياز لا يستحقه . مع أن الحقيقة تؤكد أن دعم أرامكو له يصب في مصلحة الرياضة السعودية ككل ، لأنه يعيد نادياً عريقاً إلى الواجهة ويمنح الجماهير تنوعاً في المنافسة ، بدل أن تبقى محصورة بين عدد محدود من الأندية . إن أي نهضة رياضية شاملة تتطلب تكافؤاً في فرص الدعم والاستثمار، لا أن يُهاجَم نادٍ لمجرد أن داعمه يختلف عن داعمي الآخرين .
‏ 
‏القادسية لا يحتاج لمن يدافع عنه ، فتاريخه وإنجازاته وجماهيره كفيلة بتوضيح الصورة . لكنه يستحق من الإعلام أن يكون منصفاً ، وألا يحوّل التطوير إلى تهمة ، والدعم إلى وصمة . ففي النهاية ، نجاح القادسية هو نجاح للرياضة السعودية ، ومكسب لكل عشاق كرة القدم . ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى