مقالات

التدريب السياحي.. استثمار في شباب المملكة

بقلم – أحمد الشريف :

يأتي الاستثمار في التدريب والتأهيل السياحي كخطوة جوهرية نحو بناء قاعدة قوية من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة هذا القطاع الحيوي، بما يتناسب مع مكانة المملكة وتطلعاتها المستقبلية. فالسياحة اليوم لم تعد مجرد قطاع ترفيهي أو نشاط اقتصادي عابر، بل أصبحت صناعة متكاملة تعتمد على التخطيط والإدارة والابتكار، وتشكل إحدى أهم ركائز التنمية المستدامة.

إن إعداد الشباب السعودي من الجنسين للعمل في مجالات السياحة يمنحهم فرصاً واعدة للمشاركة في مسيرة التحول الوطني، ويساعد على فتح آفاق جديدة للإبداع المهني، سواء في مجال الإرشاد السياحي أو إدارة الفنادق والمنتجعات أو تنظيم الفعاليات السياحية والثقافية. ومن خلال البرامج التدريبية المتخصصة والمعاهد والأكاديميات السياحية، يمكن لهؤلاء الشباب أن يكتسبوا المهارات التي تؤهلهم لتقديم صورة مشرقة عن المملكة وثقافتها وتاريخها العريق.

ولأن رؤية المملكة 2030 وضعت السياحة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، فإنها أتاحت المجال أمام الشباب للمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل هذا القطاع، عبر توفير الفرص التعليمية والتدريبية، وتعزيز الشراكات مع بيوت الخبرة العالمية. وهذه الجهود تسهم في توطين الوظائف السياحية، وتطوير الخبرات المحلية بما يعكس التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به المملكة.

كما أن انخراط الشباب السعودي في هذا المجال يعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية للسياحة، ويمنح الزوار تجربة فريدة تنبض بالكرم والأصالة. فالسائح حين يلتقي بمرشد أو موظف سعودي مدرب ومؤهل، فإنه يتعرف عن قرب على قيم المجتمع السعودي، ويتلمس احترافيته في تقديم الخدمة، مما يترك أثراً إيجابياً يمتد خارج حدود المملكة.

إن العمل في السياحة ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة حضارية وفرصة للتعبير عن الهوية الوطنية، وتجسيد رؤية طموحة وضعت المواطن في قلب التنمية. ومن هنا، يصبح الاستثمار في التدريب السياحي استثماراً في المستقبل، وفي بناء جيل يقود مسيرة المملكة نحو آفاق أوسع من الازدهار والتألق العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى