معالي الوزير… “الخبر” ترحب بكم

بقلم – محمد البكر :
ونحن نسترجع ما جاء في رؤية المملكة 2030 حول إدراج مدينة “الخبر” ضمن أفضل 100 مدينة نموذجية للعيش على مستوى العالم، نتذكر أيضًا خبر اختيار هذه المدينة لاستضافة إحدى مجموعات بطولة كأس آسيا 2027، ثم استضافة إحدى مجموعات كأس العالم 2034. وهما الحدثان الأهم بعد استضافة المملكة لمعرض “الرياض إكسبو 2030”.
كل ذلك يدعونا لتسليط الضوء على الإمكانات الضخمة التي تحتاجها المدينة لتحقيق هذه المستهدفات.
وإذا أضفنا إلى ذلك ما شهدته المدينة من توسع عمراني كبير، إذ تضاعف عدد أحيائها من ستة أحياء إلى 41 حيًا، وتوسعت مساحتها بأكثر من عشر مرات لتصل إلى نحو 726 كيلومترًا مربعًا، مما ساهم في ارتفاع عدد سكانها بشكل لافت، ثم قارنا بين ما تحصل عليه بلدية الخبر من موارد مالية متواضعة، وبين ما تحتاجه لتنفيذ المشاريع التي تسهم في تحقيق تلك الاستحقاقات، فسنجد أن الفارق كبير، بل كبير جدًا.
معالي الوزير، هذه المدينة تنتظر استحقاقات كبيرة وعلى درجة عالية من الأهمية، وكلها استحقاقات وطنية كما ذكرت في بداية المقال. فمستهدفات الرؤية، واستضافة كأس آسيا وكأس العالم، هي مستهدفات للدولة -أعزها الله- وليست مطالب عابرة لأهلها وقاطنيها.
يا معالي الوزير، تلك الاستحقاقات بحاجة إلى بنية تحتية حديثة يمكن البناء عليها لتحقيقها. وأنا على يقين بأن معاليكم يدرك أن ما يُخصص لهذه المدينة من ميزانية الأمانة لا يمكن أن يحقق ولو جزءًا بسيطًا مما تحتاجه لمتطلبات المرحلة القادمة. بل من المستحيل -يا معالي الوزير- أن تتمكن بلدية الخبر دون استقلالية مالية ، من تحقيق بعض تلك المستهدفات ، خاصة في ظل ميزانية لا تتجاوز 20% من ميزانية الأمانة. فبدون الاستقلال المالي، لا يمكن تحقيق تطلعات المسؤولين -أيدهم الله وأعانهم-.
وإذا كانت الخبر محظوظة بوجود رجال أعمال فاعلين، يبذلون الكثير ويساهمون في تنفيذ بعض مشاريع الحدائق والمنتزهات والمجسمات الجمالية وتطوير بعض الطرق الرئيسية، فإن ذلك لا يعوض أبدًا ضعف الاعتمادات المالية المخصصة للبلدية.
معالي الوزير… أطرح هذا الأمر اليوم علِّي أُعلِّق الجرس. فالوقت يمر سريعًا، وما لم تفعله البلدية اليوم، قد يصبح تنفيذه مستحيلًا غدًا.
وتقبلوا تحياتي.




