اقتصاد

المقاطعة.. سلاح أوروبي جديد في الحرب التجارية مع أمريكا

بروكسل – سويفت نيوز:

أظهرت دراسة نشرها البنك المركزي الأوروبي أن الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة قد تدفع جزءًا كبيرًا من الأوروبيين إلى التخلّي عن المنتجات والماركات الآتية من الولايات المتحدة، بغضّ النظر عن مدى ارتفاع أسعارها.

وشدّدت الدراسة على أن الاستعاضة عن المنتجات الأميركية مسألة مهمّة في كلّ سيناريوهات الزيادات الجمركية التي تراوحت بين 5% و20%.

وتمثل هذه المسألة أهمّية خاصة بالنسبة إلى “هؤلاء الذين استطلعت آراؤهم والذين أشاروا إلى تغيّر في تفضيلاتهم كسبب أساسي لهذا القرار بدلًا من ارتفاع الأسعار نتيجة الزيادات الجمركية”، وفق وكالة “فرانس برس”.

ووفقًا للدراسة فإن ردود الأسر الأوروبية “لا تقتصر على استجابة موقتة إزاء ارتفاع الرسوم الجمركية بل قد تدل على تغيير هيكلي مستدام في تفضيلات الاستهلاك، على حساب المنتجات والماركات الأميركية”.

وخلافًا لأنماط السلوك المسجّلة في الولايات المتحدة حيث أعرب المستهلكون عن استعدادهم لتكديس المنتجات التي من الممكن أن ترتفع أسعارها، يبدو أن الأوروبيين يعتمدون موقفًا أكثر حزمًا، فقد أعرب 44% من الأسر المستطلعة عن نيّته الحدّ من شراء المنتجات الأميركية، بسبب رفضه لهذه الماركات أكثر منه بسبب أسعارها.

ومن الاتّجاهات الأخرى التي سجّلتها الدراسة أن الميل إلى التخلّي عن المنتجات الأميركية يزداد مع ازدياد مستوى الدخل، ما يتعارض مع النظرية الاقتصادية التقليدية في هذا الخصوص.

فمن حيث المبدأ، تنخفض مرونة الطلب وفقًا لتبدّل الأسعار مع انخفاض العائدات، غير أن الدراسة أظهرت أنه “كلّما ازداد الدخل، ازدادت القدرة على إجراء تغييرات”، فالأسر الأكثر يسرًا مستعدّة لاعتماد خيارات أخرى، حتّى لو أن قدرتها الشرائية تسمح لها باستيعاب ارتفاع الأسعار.

وقالت الدراسة إنه “في السياق الحالي للتوتّرات التجارية والجيوسياسية، قد تكون ردود المستهلكين بعيدة كلّ البعد من أنماط الاستهلاك التقليدية التي يتمّ تدريسها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى