قراءة في كتاب: “ممّا على طُرَر المخطوطات”
الرياض – واس :
إعداد: “مسعود المسردي”.
أنجز الباحث: إبراهيم بن عبدالعزيز اليحيى، كتابًا جديدًا في مجال تخصصه في (علم المخطوطات) بعنوان: “ممّا على ُطرَر المخطوطات”.
وجاء الكتاب في 462 صفحة من القطع المتوسط، وهو من ثمرات خبرة الباحث في مجال فهرسة المخطوطات لمدة تنيّف على العشرين عامًا.
وبيّن الباحث أنه خلال مراجعته لمخطوطات “مكتبة الملك عبدالعزيز العامة” بالرياض وجد أن في فهرستها أخطاء، واجتمعت لديه خوارج نص ذات قيمة للآخرين؛ فرأى أن يعمل على مشروعين لهما علاقة ببعضهما وهما: فهرسة المخطوطات من جهة، وتدوين ما كتب على الطُرر وهي خوارج النص من جهة أخرى.
وأشار إلى أن المقصود بخوارج النصوص هي كل قيد كتب خارج نص المحتوى، ومن المعلوم أن مفهرس المخطوطات، إمّا أن يفهرس المخطوطات فهرسة مبدئية وهي معلومات محدودة جدًا كرقم الحفظ والفن والعنوان والمؤلف، وإما أن يفهرسها فهرسة وصفية وهي حقول الفهرسة المعروفة، أو يفهرسها فهرسة تحليلية، وهي إضافة على الفهرسة الوصفية إضافة معلومات عن محتوى الكتاب من أبواب وفصول وهذه الفهرسة التحليلية نادرة الحدوث وتناسب مخطوطات معيّنة، وبالإضافة إلى الفهرسة الوصفية والفهرسة التحليلية هناك حقل البيانات الأخرى أو التبصرة لذكر معلومات عن المخطوط؛ مما لم يذكر في حقول الفهرسة ويفيد الباحث المطّلع على الفهرس، ومن هذه المعلومات “قيود التملك”، و “قيود السماع”، و “قيود الولادة”، و “قيود الوفاة”، و “قيود الفرائد”، و “النوادر”، و “الفتاوى”، و “الأحكام”، وغيرها من خوارج النصوص.
وأثبت الباحث أنّ النصوص في عالم المخطوطات أربعة هي: “النص المعرفي”، و “النص الصامت”، و “نص خوارج النص”، و “النص الجمالي”، موضحًا أن الأخير ما هو إلا تفريع جديد للعناية والاهتمام بالنص، وإلا فهو جزء من خوارجه.
وانحصر عمل الباحث في هذا الكتاب في جمع الطُرر مرتبة حسب أرقام حفظ المخطوطات في المكتبة، وقام بتسجيل العنوان والمؤلف، فإن كان المخطوط مجموعًا والقيود لصيقة بإحدى الرسائل؛ فإن المشار إليه في العنونة هي الرسالة اللصيقة، أما إن كانت القيود في أوله وآخره؛ فإن الإشارة إلى أول المجموع فقط، والمخطوط الذي ليس فيه شيء يقوم بتجاوزه، والترتيب داخل المخطوط نفسه بحسب ترتيب الأوراق، وقد تجنب التفصيل خشية الإطالة، و أما ما كانت عبارته ملزمة لكتابته كاملًا فإنه يكتبه خاصة تلك التي يكون فيها ذكرًا لعلم من الأعلام.
وكان عدد العناوين التي استهدفها الباحث في هذا العمل (3272) عنوانًا، والمخطوطات التي فيها قيود تبلغ (856)، أمّا “مصطلحات القيود” التي جاءت في هذا الكتاب فمنها على سبيل المثال: أثمان، إجازة، أحداث وأخبار، إعارة، أوفاق، بطانة، تجميع، تذهيب، تعويذة، تملك، جذاذات، حساب الجُمّل، خواص، دعاء، رعاية، رموز، زخرفة، شراء، سماع، شعر، ضرب، طلاق، علامات مائية، طمس، فهرس، لغز، محو، مطالعة ونظر، مغربي، مقابلة، وصفه، وفاة، ولادة ورضاعة، وقف.
الجدير ذكره أن “مكتبة الملك عبدالعزيز العامة” بالرياض، هي مؤسسة وقفية أنشأها خادم الحرمين الشريفين الملك: “عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود” – رحمه الله – عام 1405هـ/ الموافق 1985م، والمخطوطات فيها تلامس (خمسة آلاف)، وفيها نفائس نادرة من التراث العربي والإسلامي سواء المخطوط أو المطبوع.