قمة البحرين .. بوصلة توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات
بقلم – حمود بن علي الطوقي
كاتب وصحفي عماني
تتجه الأنظار اليوم الخميس الى العاصمة البحرينية المنامة حيث تستضيف المملكة القمة العربية الثالثة والثلاثين ، للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية العادية والطارئة وتعتبر هذه القمة فرصة للدول العربية ان توجه بوصلتها نحو توحيد الصف العربي ورسم خارطة طريق جديدة للعمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الامة بما يخدم مسيرتها . وتعتبر هذه القمة فرصة سانحة ان يتحد قادة العرب في اعلاء كلمة الحق واصدار بيان شديد اللهجة ضد الكيان والعدو الصهيوني الذي يعمل على ابادة الشعب الفلسطيني من خلال هذه الحرب العبثية التي تدخل الشهر السادس واستشهد نحو ٣٥ الف مواطن فلسطيني اكثرهم من الاطفال والنساء علاوة على وجود الاف من المصابين والمفقودين . على قادة العرب ان يقفوا ويوحدوا كلمتهم لوقف نزيف هذه الحرب الغاشمة وتكون كلمتهم حاسمة بدون مجاملات .
نحن كشعوب عربية نراقب بعناية فائقة إنعقاد هذه القمة العربية وهي كما يعلم الجميع تنعقد في ظروف تاريخية حساسة ومهمة، تمر فيها المنطقة العربية والعالم بتحديات كبيرة.وبالتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على الحالة العامة في المنطقة. وبالتالي، فإن القمة تأتي في وقت حساس لبحث السبل الكفيلة بتعزيز الاستقرار وتعزيز التعاون بين الدول العربية.
من المتوقع أن تشهد القمة مناقشات واسعة حول القضايا العربية الرئيسية، بما في ذلك التحديات الأمنية، والأزمات الإقليمية، والتعاون الاقتصادي، والتنمية المستدامة. ستوفر القمة منصة هامة للدول العربية لتبادل الآراء والتعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتنمية الاجتماعية.
وحسبنا كمراقبين ان قمة المنامة ستوحد الجهود العربية إلى تجديد العزم ومواصلة المسيرة العربية المشتركة ، وذلك من خلال إرادة حرة وتصميم ذاتي وروح التضامن الجماعي المخلص. و نرى ايضا ان من اولويات اهداف هذه القمة إرساء أسس الاستقرار والرخاء والوئام في المنطقة، وهو ما يتطلب اتباع نهج السلام العادل والشامل كوسيلة لحل القضايا العالقة وضمان الأمن والاستقرار والمصالح الحيوية لدول المنطقة .
ان قمة المنامة تهدف ايضا إلى تعميق عرى التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، والإبقاء على تشاور وتنسيق مستمر مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها .
ان مملكة البحرين الشقيقة قيادة وشعبا ومن خلال استضافتهم هذه القمة الطارئة ، قدرة المملكة على التنسيق والتعاون العربي المشترك انطلاقاً من جذورها وقوميتها العربية الأصيلة وهويتها الإسلامية السمحاء المخلصة ، والتزامها الدائم تجاه مختلف القضايا العربية العادلة، وحرصها على رعاية وصون الحقوق العربية ، والسعي لضمان أمن واستقرار الشعوب العربية ، كون مملكة البحرين ووفق ميثاق العمل الوطني دولة تعتز بهويتها الاسلامية السمحاء .
كما تأتي القمة العربية العادية الثالثة والثلاثين في توقيت تاريخي دقيق وفارق من عُمر الأمة العربية ، تشهد فيه العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية ، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الجيوسياسي ، لعل أهمها الأوضاع في غزة ، والتي تستوجب من الجميع لم الشمل والتكاتف والوقوف صفاً واحداً تحقيقاً للتضامن العربي المشترك في نصرة قضية العرب والمسلمين التاريخية والأولى ، القضية الفلسطينية العادلة ، والتي لطالما أكدت الدول الخليجية والعربية بوضوح تجاهه مواقفهم الثابتة باعتبار القضية الفلسطينية هي قضية تمس الهوية والعروبة والتاريخ ، للامة العربية والاسلامية قاطبة .
فمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لحل الدولتين ، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ويعول المراقبون والسياسيون كثيراً على مخرجات البيان الختامي لقمة البحرين المرتقبة ، نظراً لحجم وأهمية وحيوية الملفات والقضايا المطروحة أمام أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية، حيث تسعى مملكة البحرين وبالتعاون مع الأشقاء العرب وجميع الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة، إلى بلورة مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك من خلال تكثيف المبادرات والمساعي الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار وانتهاج طريق السلام العادل والشامل، والوصول إلى حلول مستدامة تجاه القضايا المشتركة القابلة للتطبيق على أرض الواقع والقائمة على مقاربة الآراء العربية تحقيقاً لاستدامة الأمن والاستقرار الإقليمي، وبما يوفر الظروف والآليات الملائمة التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال الشعوب العربية والمصالح الحيوية لازدهار دول المنطقة كافة .
إن استضافة مملكة البحرين للقمة العربية في ظل الظروف التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية تعكس التزام البحرين بتعزيز الاستقرار والتعاون العربي. ستوفر القمة منصة للدول العربية لبحث القضايا المشتركة والتعاون في مجالات متعددة، وستعزز الجهود المبذولة لتحقيق التنمية والازدهار في المنطقة. إن تجمع الأنظار نحو مملكة البحرين خلال هذه القمة يعكس الأهمية التي يوليها العالم العربي لدورها الريادي في تحقيق التقدم والتغيير في المنطقة.