قطاع غزة بلا كهرباء ولا مياه للشهر السابع على التوالي
القدس المحتلة – واس:
يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة بلا كهرباء ولا مياه للشهر السابع على التوالي، إثر قطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الكهرباء والمياه والوقود منذ بدء العدوان على القطاع، مما تسبب بكوارث صحية وبيئية خطيرة أدت وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى وفاة المئات من المرضى والجرحى لعدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية بسبب انقطاع الكهرباء.
وأكدت سلطة الطاقة الفلسطينية، أن خسائر قطاع الكهرباء في غزة بفعل عمليات تدمير الاحتلال للأعمدة والبنية التحتية لها تتجاوز 500 مليون دولار، وأن إعادة تأهيل شبكات الكهرباء تحتاج لفترة طويلة في ظل الدمار الكبير الذي لحق بها بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 206 أيام على التوالي، وقد تسبب انقطاع الكهرباء بالكامل عن القطاع، في غرق معظم مدن ومخيمات وقرى القطاع في مياه الصرف الصحي، وتحولت معظم شوارع القطاع نتيجة عدم ضخ مياه الصرف الصحي لمستنقعات، فاقمت من معاناة النازحين والمنكوبين بفعل العدوان، كما تسبب حرمان الاحتلال لغزة من الكهرباء، بتوقف معظم أجهزة التنفس الصناعي وكذلك أجهزة غسيل الكلى للمرضى، مما تسبب في وفاة العديد منهم، ترافق قطع الاحتلال للكهرباء عن غزة مع منع وصول إمدادات الوقود من سولار وبنزين وغاز الطهي، مما فاقم من المعاناة خاصة المستشفيات، التي اضطرت خلال فترات العدوان والحصار الإسرائيلي عليها إلى تأجيل العمليات الجراحية؛ لعدم توفر وقود لتشغيل المولدات الكهربائية الصغيرة داخل المستشفيات، حتى تلك المولدات كما تقول وزارة الصحة الفلسطينية حرقها وقصفها الاحتلال، كما حدث في مستشفيات ناصر الطبي بمدينة خان يونس، ومستشفى الشفاء بمدينة غزة.
إلى جانب ذلك توقفت في ظل انقطاع الكهرباء بلديات القطاع عن ضخ المياه إلى المنازل ومراكز الإيواء التي تؤوي مئات آلاف النازحين، وهذا أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في تلك المراكز، مما شكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، وقد أشارت تقارير لوزارة الصحة الفلسطينية، إلى أن أكثر من مليون نازح أصيبوا بالأمراض المعدية بسبب الوضع الصحي الكارثي داخل مراكز الإيواء وانعدام كل سبل الحياة من مياه وكهرباء.
ولم يكتف الاحتلال بوقف آبار المياه بفعل قطع الكهرباء، بل أقدم على تدمير معظم آبار المياه والبنية التحتية الخاصة بها، ووفق بيان لبلدية غزة كبرى بلديات القطاع، فإن أكثر من 50 في المئة من آبار المياه في المدينة دمرها الاحتلال، وأن المياه لم تصل للمنازل منذ سبعة أشهر، بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.
وتشير سلطة المياه الفلسطينية في تقرير لها، إلى أن قطاع المياه تضرر بفعل العدوان الإسرائيلي بنسبة تزيد عن 60 في المئة، وأن أزمة مياه خانقة يعيشها سكان القطاع، ستزداد خطورتها مع بداية هذا الصيف في ظل انعدام سبل الحصول على مياه صحية، خاصة في ظل إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن توقف مختبر الصحة العامة وعدم القدرة على فحص مياه الشرب ولعدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بإدخال مادة الكلور أو أي بديل عنه لمعالجة مياه الشرب من خلال الكلورة، لذلك تؤكد وزارة الصحة أن جميع سكان قطاع غزة يتناولون مياهاً غير آمنة وتعرض حياتهم للخطر.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت تقريراً، قبل العدوان الإسرائيلي يفيد أن 97 في المئة من المياه في قطاع غزة ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، وهذا يعني أن منظومة المياه في غزة انهارت بالكامل في ظل عملية التدمير الممنهج لها من الاحتلال، وتلوثها بفعل كم الأسلحة والصواريخ التي ألحقت ضرراً بالمياه والبيئة الفلسطينية.