دبي – هشام رفعت:
يقول خبراء تقنيات الهواتف النقالة أن مستقبل السياحة والسفر في الإمارات يشمل استخدام الهواتف النقالة للتسجيل الافتراضي ووسائل الترفيه اللاسلكية وطلب خدمة الغرف عن طريق الإنترنت وتحديثات السفر.
وفقاً لأحدث تقرير للاتجاهات العالمية الصادر عن سوق السفر العالمي(World Travel Market)فإن الأجهزة الجوّالة في طريقها لتصبح عنصراً أساسياً في قطاع السفر، سواءً من جانب خدمة العملاء أو الحجوزات، حيث من المتوقع أن تصل حصّة الجوّال إلى 35% من حجوزات الإنترنت بحلول 2018. وتُظهر إحصائيات بيفورت(PayFort)، وهو أحد مزودي خدمة الدفع عبر الإنترنت في الشّرق الأوسط، أن 60% من حجوزات تذاكر الطيران في الإمارات العربية المتحدة تتم عبر الإنترنت.
يقول فيصل البنّاي، الرئيس التنفيذي لشركة اكسيوم، أن لدى مسافري هذا العصر إحاطة جيدة بالتقنيات الحديثة ويتوقعون من الفنادق وشركات الطيران أن ترقى على الأقل لنفس مستوى التكنولوجيا التي يستخدمونها في حياتهم اليومية. ومع خطة دبي الطموحة لاستقبال 20 مليون زائر بحلول 2020، فإن هذا الطلب على التقنيات النقالة لن يستمر إلّا في النمو.
“إن التقنيات النقالة في صدد تغيير المشهد السياحي العالمي، والإمارات العربية المتحدة ليست استثناءً، حيث يود المسافرون، سواء لأغراض الترفيه أو الأعمال التجارية، أن يكون بمقدورهم الاطلاع على الخيارات المتاحة ومقارنتها، والحجز بسهولة، والتواصل مع وكلاء السفر وأصحاب الفنادق بلمسة زر”، يُضيف البنّاي.
“ولتلبية هذه التوقعات فإن على قطاع الضيافة والسفر الاعتماد على التقنيات التي توفر حرية التنقل والراحة. وهذا يعني خدمة واي فاي سريعة وموثوقة، وغرف فندقية مجهزّة بأنظمة ترفيه متوافقة مع الجوّال، وتطبيقات سفر سهلة الاستخدام”.
تتحرك الإمارات العربية المتحدة بسرعة لتلبية الإقبال المتزايد على تقنيات الجوّال، حيث تُقدّم العشرات من الفنادق حالياً خدمة الواي فاي مجاناً، مما يتيح للضيوف الحصول على خدمة إنترنت جيدة ولاسلكية في الغرف الخاصة بهم. أما على النطاق الأوسع للمدينة، فيمكن للزوار تعبئة بطاقة نول لمترو دبي أو طلب سيارة أجرة باستخدام تطبيقات هيئة الطرق والمواصلات المُتاحة.
تسعى شركات الطيران بدورها لجني فوائد التقنيات النقالة. وفقاً لدراسة حديثة من قبل شركة WorldPay العالمية لخدمات معالجة الدفع فإن 71% من شركات الطيران العالمية يُؤمنون بأن مستقبل مدفوعات الطيران يكمن في الجوّال، حيث ستوسع هذه الشركات، على مدى العامين المقبلين، الخدمات النقالة الموجودة حالياً لتشمل تقديم مشتريات تكميلية مثل ترقية المقاعد، وإدارة الحجز، وشراء رحلات الطيران عبر الهواتف النقالة. وسيزيد عدد شركات الطيران التي تُقدّم خدمات الدفع عبر الجوّال على متن رحلاتها من 5% إلى 36% في العامين المقبلين، ووفقاً لنفس الدراسة، فإن 18% من شركات الخطوط الجوية تعتزم قبول المحافظ الإلكترونية على متن رحلاتها بحلول 2016.
توفر كل من الاتحاد للطيران وطيران الإمارات في الإمارات العربية المتحدة، خدمات إتمام إجراءات السفر عبر الإنترنت و خدمة الواي فاي على متن طائراتها، مع إعلان الأخيرة حديثاّ عن تمديد خدمة الواي فاي لتشمل ما يقرب من نصف أسطولها.
وسواءً تعلق الأمر بتسجيل الدخول الافتراضي، أو طلب خدمة الغرف، أو مشاهدة فيديو كليبات مُحملة مُسبقاً على جهاز تلفزيون الفندق، فإن قدرة الفندق على توفير “الراحة التكنولوجية” سيلعب دوراً أساسياً في رضا النزلاء العام، يقول البنّاي.
إن قابلية الاتصال بالإنترنت أمر بالغ الأهمية، حيث يرغب العديد من المسافرين في تبادل تجاربهم مع الأصدقاء والأحباب على وسائل الاعلام الاجتماعية. وجد استطلاع للرأي أجراه موقع الحجز Hotels.com أن أكثر مزايا الغرف التي يرغب فيها نُزلاء الفنادق هي خدمة الواي فاي المجانية. وأظهر استطلاع آخر من قبل المجموعة الدولية للفنادق أُجري على 10,000 مسافر من رجال الأعمال، أن الإنترنت المجاني هو أهم سمة في الغرف الفندقية.
وفقاً لتقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن سوق السفر العالمي، فإن الالكترونيات القابلة للاتداء أصبحت أداة مهمة للمسافرين، ستجعلهم متصلين على نحو متزايد بالإنترنت من خلال أنواع مختلفة من الأجهزة المحمولة، مما سيسمح لهم بتلقي الإخطارات والخدمات خلال رحلتهم باستمرار، فضلاً عن إجراء الحجوزات.
وقال البنّاي “على القطاع أن يتبنى هذه التكنولوجيا موازاةً مع وضع البنية التحتية اللازمة للحفاظ على التنافسية في السوق، في خضم توقعات العملاء التي تتطور باستمرار”، و أضاف “إن الراحة التي تُوفرها الخدمة الذاتية هي السبيل إلى المستقبل، وهذا هو حقّاً ما تعد به التقنيات النقالة”.
