مقالات

التعاونيات ترفع شعار التنمية المستدامة

 

‎بقلم – دكتور مهندس بحري عبد الرزاق هاشم المدني :

‎حرصنا اليوم في الجمعية التعاونية للأعمال البحرية “سمبا مارين” على المشاركة في الإحتفال باليوم العالمي للتعاونيات حيث نفتخر بكوننا أول جمعية تعاونية سعودية متخصصة بالأعمال البحرية والنقل واللوجستيات ونطمح ببناء عالم أفضل مبني على إحداث التغيير وتحقيق التنمية المستدامة بكفاءات عالية.

‎وكما هو متعارف عليه تحتفل التعاونيات في جميع أنحاء العالم في الثاني من يوليو حزيران باليوم العالمي للتعاونيات حيث تعمل التعاونيات في العديد من قطاعات الاقتصاد المختلفة ، وقد أثبتت أنها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الأزمات. فهي تعمل على تعزيز المشاركة الإقتصادية ومحاربة التدهور البيئي وتغير المناخ وخلق وظائف جديدة، كما وتساهم في الأمن الغذائي والمحافظة على رأس المال وتنميته وإبقائه داخل المجتمعات المحلية، وتقوية القيم الأخلاقية والمساهمة في تحقيق السلام من خلال تحسين الظروف المادية لأفراد المجتمع وأمنهم.

‎يُعرف للتعاونيات التي يصل أعضائها لأكثر من ٢ مليار عضواً في العالم أهميتها بوصفها رابطات ومؤسسات تصنف بالقطاع الثالث المساند للدول، ويستطيع المواطنون من خلالها تحسين حياتهم المادية والمعنوية فعلاً، فيما يساهمون في النهوض بمجتمعهم إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً وسياسياً. وبات من المُسلَم به أنها واحدة من الأطراف المؤثرة المتميزة والرئيسية في الشؤون الوطنية والدولية حيث تعتبر القطاع الثالث بعد القطاع العام والقطاع الخاص .

‎كما بات من المُسلَم به كذلك أن الحركة التعاونية تتسم بقدر كبير من الديمقراطية، وبأنها مستقلة محلياً ولكنها متكاملة دولياً، وبأنها شكل من أشكال تنظيم الرابطات والمؤسسات يعتمد المواطنون أنفسهم، من خلالها على العون الذاتي وعلى مسؤوليتهم الذاتية في تحقيق غايات لا تشمل أهدافاً إقتصادية فحسب ولكن تشمل أيضا أهدافاً إجتماعية وبيئية، من قبيل القضاء على الفقر، وكفالة العمالة المنتجة وتشجيع الإندماج الإجتماعي.

‎تتيح العضوية المفتوحة للتعاونيات إمكانية تكوين ثروة والقضاء على الفقر، وينتج ذلك عن مبدأ التعاون المتصل بالمشاركة الإقتصادية للأعضاء، حيث يسهم الأعضاء إسهاما متساوياً ومنصفاً وديمقراطياً في التحكم برأسمال التعاونية مهما كانت المساهمة المالية للمساهم. ولأن التعاونيات ترتكز على المحور الإنساني وليس المحور المادي ، فإنها لا تعمد ولا تُسرع مسألة تكدس رأس المال، بل إنها تعمد إلى توزيع الثروات توزيعاً عادلاً.

‎كما تعزز التعاونيات كذلك المساواة في خارج إطارها، حيث أنها قائمة على فكرة المجتمع ، فهي بالتالي ملتزمة بالتنمية المستدامة لمجتمعاتها في المجالات البيئية والإجتماعية والإقتصادية. ويثبت هذا الإلتزام نفسه في دعم الأنشطة المجتمعية، وتوفير المصادر المحلية للإمدادات، مما يعود بالنفع على الإقتصاد المحلي، فضلاً عن دعمها عملية إتخاذ القرارات التي تراعي الأثر على مجتمعاتها المحلية.

‎وعلى الرغم من تركيز التعاونيات على المجتمع المحلي، فإنها تتطلع كذلك إلى أن تعم منافع نموذجها الإقتصادي والإجتماعي جميع البشر عالمياً. وينبغي أن تُحكم العولمة من خلال مجموعة من القيم مثل قيم الحركة التعاونية؛ وإلا فإنها ستسبب في مزيد من التفاوت والتجاوزات، التي تجعلها  نموذجاً غير مستدام.

‎ختاماً يأتي دورنا كـ تعاونية أعمال البحرية “سمبا مارين” لنكمل مسيرة عالمية تصب خبراتها الممثلة بمؤسسيها من الخبراء والمستشارين أصحاب التخصصات الدقيقة لتحافظ على لقب أول تعاونية متخصصة بالمجال البحري والنقل واللوجستيات، حيث تأسست عام ٢٠٢٠م بتصريح من وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية رقم ٣٤٤ لتحقق رؤية المملكة ٢٠٣٠ بالقطاع، كما وضعت حجر أساسها على رؤية ورسالة يتخللها بعض الأهدافها الإستراتيجية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: عقد شراكات وتحالفات محلية وعالمية حكومية وأهلية في القطاع البحري، توفير الدعم التقني والفني للملاحة البحرية، التكامل مع الجهات ذات العلاقة لتقديم الإستشارات والدعم في الخدمات والتحكيم البحري، استقطاب وتأهيل الكفاءات السعودية في المجال البحري، تعزيز الصورة الذهنية المجتمعية، المساهمة في تعزيز دور المرأة في القطاع البحري، ورفع الوعي بكيفية الحفاظ على البيئة البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى