مقالات وآراء

أحاديث حظرٍ معقّمة (128)

بقلم – عدنان صعيدي

حديث اليوم له صلة بالحديث السابق والمتعلق بلهجة أهل مكة المكرمة وما يعتبر غريباً بلفظها لدى المناطق الأخرى، وهو ذات الحال في بقية مناطق المملكة، فاللهجات كثيرة ومتعددة وتعتبر بعض الفاظها غريبة عند أهل مكة المكرمة وهو أمر فرضته سعة المكان وتعدد القبائل .

شاعرنا الأديب والكاتب الأستاذ محمد أحمد مشاط سجل تجربته ــ عندما انتقل للعيش في سكاكا ــ في تعدد اللهجات في أحد فصول كتابه ( غداً . . سوف تكبر ــ قصة غربتي أيام طفولتي ) والذي سعدت بتلقي نسخة منه بتوقيعه الكريم حيث يقول في مقدمة الفصل ( 13 وعنوانه الغزال وأرامكو ) : ( أول صعوبة صادفتني وأخي عندما دخلنا المدرسة كانت لهجة زملائنا التي لم نكن نعرف معظم معاني كلماتها جيداً. كنا نتكلم باللهجة الحجازية المكية، وكذلك كان والدنا الذي ولد وعاش منذ طفولته، وكذلك بعد أن عمل في الأمن العام ردحاً من الزمان في مكة المكرمة، قبل أن تضطره وظيفته للعمل في شتى بقاع المملكة. وكانت لهجة والدتي هي لهجة رجال ألمع بمنطقة عسير. وكانت لهجة شقيقتينا نفس لهجة أهل سكاكا لأنهما لم تعرفا لهجة غيرها بسبب اختلاطهما مع أطفال ذلك المجتمع. وقد كنت وأخي نسميها ” كلام البدو”. ولكن الأطفال سرعان ما يلتقطون اللغات. فما هي إلا أشهر قليلة معدودة، فاذا بتلك الصعوبة اللغوية التي صادفتنا في البداية تتلاشى. فبدأنا نفهم تلك اللهجة بل نتقنها، ثم بدأنا نتعرف على موروثاتها الشعبية من حكايات وأساطير وخصال الشهامة، والكرم، والوفاء فيها. كما بدأنا نتذوق أشعارها، وجمالياتها . . يتبع .

جدة / الجمعة 11 يونيو2021 م ــ 1 ذو القعدة 1442هـ .ِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى