المنتدى الاستراتيجي العربي يناقش مستقبل العالم العربي
دبي – سويفت نيوز:
استضافت الجلسة الختامية للمنتدى الاستراتيجي العربي كلاً من غسان سلامة، الوزير اللبناني الأسبق وبروفسور العلاقات الدولية وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصرية الأسبق.
انطلق غسان سلامة في حديثه من مقولة هنري كيسنجر: ليس في السياسة الخارجية من اخبار جديدة. فقط التحليل هو الذي يغير الامور. وقال سلامة أن هناك اتجاهاً بدأ منذ سنوات وسيستمر وهو: عولمة الاقتصاد وأقلمة السياسة. لم تتوقف هذه المسيرة لكننا سنشهد أقلمة السياسة بشكل أكبر حيث نرى انخفاض تأثير القوى الخارجية في منطقتنا مع ارتفاع في مستوى أثر الدول من المنطقة ففي السنوات الماضية كان دورالإمارات والسعودية اكبر من دور اميركا في العديد من القضايا.
الاتجاه الثاني أن هناك تأثيراً كبيراً للأسواق والعائدات النفطية على السياسة. نحن امام مرحلة جديدة مع بلوغ النفط إلى أسعار معتدلة حيث سنرى أن عددا كبيرا من الدول التي انفقت جزءاً من فائضها على النزاعات ستخفض من نفقاتها على هذه النزاعات. ونرى أن الإنفاق من مختلف الأطراف على الازمة السورية انخفض بما في ذلك الدعم الخارجي لداعش ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تراجع حدة النزاعات بسبب تراجع الدعم.
أما النقطة الثالثة فهي أحداث وتواريخ سياسية يجب أخذها بالحسبان خلال عام 2015وهناك عدد من التواريخ المهمة عام 2015 هي 1 مارس تاريخ الاتفاق السياسي على النووي الايراني و1 يونيو وضع تاريخ تنفيذ الاتفاق، اضافة الى موعد الانتخابات الرئاسية في اسرائيل والانتخابات التركية.
وفيما يتعلق بالنووي الايراني قال غسان سلامة: أنا ممن يعتقدون ان امكانية الاتفاق اكبر بكثير من احتمال الصدام. وقد بدأت نتائج امكانية التوصل الى اتفاق بالظهور وهذا هام لان ايران تمتلك دوراً هاماً وفاعلاً في المنطقة. فما سمي بالربيع العربي وبعد أربع سنوات دخل في مسارب مختلفة. وقال، أتوقع في العام 2015 ، بأن دورة عدم الاستقرار لن تنتهي ولكن الناتج النهائي الذي بدأ يظهر لن يأتي بنتيجة واحدة. من يعتقد اننا نشهد ولادة وانتشاراً لنظام اسلامي في كل مكان نسي ان منطقتنا خلال 50 سنة كانت فسيفساء من كل الالوان والأطياف وهكذا ستكون دائماً.
وأضاف سلامة أن ما سيحدث خلال 2015 مرتبط بـ3 أمور:
1- الحسابات السياسية: حيث أثبتت السنوات الماضية ان عدد من زعماء المنطقة اخطأوا في حساباتهم
2- القدرات: حيث أن توفر القدراتالمالية منها بشكل خاص قد يتأثر خلال 2015 بالانخفاض الذي نشهده في أسعار النفط
3- الارادة: حيث أن القدرات وحدها لا تكفي ويجب أن تترافق مع قرارات وارادة لتوظيفها.
ومن جانبه قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق: “عام 2015 سيكون امتداد للعام 2014 ولكن فإن استقراء وضع المنطقة في 2015 صعب للغاية وذلك لأن المجتمع العربي والدول الإقليمية في حالة عجز عن معرفة ما يجري، وبأن العام 2014 هو الأب الروحي للعام القادم 2015 أي أنه لن يتغير الوضع بشكل إيجابي مأمول خلال العام القادم”.
وأضاف أبو الغيط: “هناك بضع حقائق يمكن من خلالها النظر إلى وضع المنطقة في العام المقبل ومنها، الحقيقة الأولى:فسوريا والعراق في وضع بالغ الصعوبة والتعقيد، وليبيا على حافة الهاوية، واليمن على شفا الانقسام، والحقيقة الثانية أنه يوجد موجه هائلة من المتأسلمين يكتسوحون المنطقة بإديولوجيات متطرفة من شاكلة الإخوان وداعش والنصرة والقاعدة وأن هذه الموجة لن تنتهي في 2015 بل هي موجة متصاعدة في بداياتها نتيجة لظروف ومكونات في المجتمع العربي والمسلم وغرابة الأمر يكمن في أنها متنازعة فيما بينها وستبقى متنازعة”.
واستمر أبو الغيط في حديثه عن الحقائق التي يرى انها تعقد المشهد السياسي للمنطقة وقال: “هناك دولتين إقليميتين تركيا وإيران واللتان تنظران إلى العالم العربي وكأنها مناطق خالية من الثقافة والحضارة والتأثير وكأنها امتداد طبيعي لدولهم وكأنها حق مكتسب ومشروع لامتداد مشاريعهم الخاصة كالمقولة التي انتشرت مؤخراً بأن إيران تطل على البحر المتوسط الآن، وأن تركيا وبمنتهى الاستغراب تتحدث عن أنها سوف تمضي باتجاه تنفيذ سياساتها في المنطقة وأتصور بأن هذه الدعاوى من البلدين ستبقيان في 2015، خصوصاً عند تأكد تركيا بأنها فشلت تماما على صعيد السياسة الخارجية – الاتحاد الاوربي – ووسط آسيا مما سيشكل حافزاً إضافياً لمزيد من التدخل الإقليمي في دول الجوار”.
وحول الملف النووي الإيراني قال أبو الغيط: “حقيقة أخرى بأن إيران قريبة من الوصول إلى اتفاق مع الغرب، وهذا سيمنحها نفوذاً ستخرج من خلاله خارج حدودها وكأنها حققت ما لا يمكن تحقيقة، ولو فشل الحوار فإيران ستحاول أيضاً فرض الهيمينة على المنطقة تحت ذريعة التصدي للعالم الغربي”.
وحول الملفات الدولية قال وزير الخارجية المصري الأسبق: “إن هناك مؤشرات واضحة على عودة ملامح الحرب الباردة بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة بسبب أوكرانيا، إن روسيا تحاول تأكيد مجموعة من المواقف اليوم، وسنرى غداً إن كانت أوكرانيا في مقابل سوريا. أما فيما يخص القضية الفلسطينية كقضية أساسية للعالمين العربية والإسلامي سنرى بأنه لن يكون فيها أي حراك بغض النظر عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟”.
وحول الدور الإقليمي لبعض الدول الخليجية في جهود تمكين القيادة المصرية قال أبو الغيط: “سيشهد العام القادم امتدادا للعام الجاري حول السياسة الإقليمية الفاعلة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ووضوح رؤية لديهما للمصالح المشتركة وخصوصاً مع مصر، إن تأثيرها سيكون مطلوب جداً على صعيد دعم القيادة المصرية، وأتصور بأن الدولة المصرية إنتصرت والشعب المصري انتصر والقوات المسلحة انتصرت ويبقى معرفة توقيت انتهاء الحرب الدائرة على الإرهاب والسؤال متى سيتحقق الاستقرار الكامل للانطلاق من جديد”.
وحول الملفات الساخنة في المنطقة قال المسؤول المصري الأسبق: “توابع ما جرى في مصر سيبقى لعدة سنوات، والعراق سيستمر في الحرب ضد داعش مع تقدم ولكن يجب أن نحذر من عدم إيلام سنة العراق لأنهم لو استشعروا الانحياز في طريقة التعاطي مع مشكلة داعش مع سواها فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلة متفاقمة، كما يجب عدم السماح للمتأسلمين بأن يصوروا الوضع اليوم وكأنه حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وبالنسبة لسوريا سوف تبقى هكذا بالذات مع عودة داعش إليها في حال هزيمتهم في العراق مما يدفع إلى ضرورة البحث عن حل سياسي لسوريا وهو أمر مطلوب ولكني لا أعتقد بأنه سيحدث في 2015 إلا لو تم تعديل الاستراتيجية الخاصة بالتعاطي مع الملف السوري، وأخيراً ليبيا التي أرى بأن وضعها لن يتغير إلى الأفضل إلا لو تم استعادة سيطرة وهيبة الدولة الليبية، ودون تدخل دولي خارجي لا اعتقد بأن هناك أفقاً للحل”