مقالات

أحاديثُ حظرٍ معقمة (69)

جدة-عدنان الصعيدى:

لا تقتصر سخرية الزميل الأستاذ عبد المحسن الحارثي على جمل مختصرة يقولها تعليقا في مجالسته للزملاء في الإذاعة بل تنامت لديه السخرية منذ بدأ نظم الشعر فهجا زملاءه وعبر عن امتعاضه لبعض القرارات الإدارية بقصائد شعرية منها ما كان مساجلة بينه وبين الزميل الأستاذ عبد الملك عبد الرحيم ــ يرحمه الله ــ وربما أيضا حدث ذلك بينه وبين زملاء اخرين مثل الزميل الأستاذ يحيى الصلهبي، وهذا بالطبع هو ما يعرف بالاخوانيات في الادب العربي ذات التاريخ الممتد عبر العصور، وقد اشرنا عليه الا يهمل هذه القصائد وعليه ان يجمعها ويصدرها في ديوان فهي تسجيل لمرحلة في العمل الإذاعي وربما ترتقى الى مستوى التوثيق ان اشتملت على ما يؤهلها لذلك .
واحسب ان شعر الاخوانيات في العمل الإذاعي ــ في اذاعتي جدة والرياض ــ لم يحظ بالنشر الا ما ندر منه، وقد كان لشيخنا الأستاذ عبيد الله أبو زاهرة ــ يرحمه الله ــ قصائد عدة خص صفحتي ديجيتال اللتين كنت اصدرهما أسبوعيا في جريدة البلاد بعدد منها، ولتسمحو لي بنشر احدى تلك القصائد التي عبر فيها الشيخ عبيد الله عن استيائه من أخطاء المذيعين حيث يقول :
أسمعـتـني قـولا أثار حـفيظـتي فرفعت لي ضغطي ونسبة سكري
سفـهـت أحـلام النـحـاة كـأنـهم ما قعـدوا عـلما بتـلك الأعـصـري
تتكـرر الأخــطـاء منـك بنشـرة لو كانت الأخـبار بضـعة اسطـري
مـاذا يضـرك لو أتـيـت مبـكـرا لتراجـــع الأنــباء عــنـد محــــرر
فتصون ماء الوجه قبل فشيلة أو فرجة في سوق من لا يشـتري
والـله عـيب يا أخـي وفضيحة جــنـنـتــنا خـجــلـتـنا يا مـفــــتري
لو كـان عـمك سيـبويـه مراقبا أو ذا نفــــــوذ مـثلــما باخـيـضــر
لأصــابه منــك الدوار نتـيـجـة بدهـــــــــية لغـــثائـك المـتــكــــرر
فاسـتـل مـن دولابـه باكــــورة وهـــوى عـلى أكـتـافــكم والأظهر
حتى تـثوبوا بعـد ذاك لرشـدكـم وتروقــوا ( المنــقا ) بعـين مفكـر
ما كـنت استـثني البـنات فأنني زعـــلان يا ذات العــفاف الأطـــهر
صـوني لسـانك من بلاء ركاكة كصـــيانة في مظـــهر أو مخـــــبر
. . يتبع .
جدة / الاربعاء 17 مارس 2021م ــ 4 شعبان 1442هـ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى