( حدَثَ في ليلة الدخلة ) ! قصة قصيرة – بقلم محمد خضر الشريف
انتظر “ليلة الدخلة” على أحر من الجمر.. وماله لا ينتظر وقد مضى من عمره ثلاثون سنة، يعد نفسه وينتقي ويختار من بين عشرات الفتيات من تصلح أن تكون شريكة حياته..
انتهت مراسم الزفاف.. خلا ببعضهما في عش الزوجية.. نظر إليها والإشراق يملأ وجهه، والفرحة تتراقص على مقلتيه وتعزف لحن الشوق في عينيه.. وضع يده على جبهتها قائلا : ما أسعدني بك الليلة يا حبيبتي!!
استوقفته: هات يدك.. مد يمناه..التقمتها بيمينها واستجوبته : أٌقسم لي بالله العظيم . قال أقسم لك، لكن على ماذا؟ قالت: ألا تتزوج علي ما حييت!!
نظر إليها دهشا وقال: وما الداعي لهذا في هذه “الليلة المفترجة” ؟!
قالت: أقسم وإلا … مضطرا أقسم بكل أسماء الله الحسنى، ألا يتزوج عليها ما حيي هو أو ما حييت هي..
سحب يده ليضعها على كتفها مربتا عليها بحنان، وملطفا الجو بعض الشيء.. فاجأته: هات يدك مرة أخرى..
سألها: ماذا بعد قسمي لك؟!
قالت : هاتها.. مد يمناه.. التقمتها بيمينها مرة أخرى، قائلة: أقسم لي بالله العظيم.. .
على ماذا ياستي أقسم ثانية ؟
قالت: ألا تتزوج علي حتى في الجنة!!
كاد يموت دهشة.. تسمرت يمينه في يمينها ولم يعد قادرا على سحبها.. شلت أطرافه السفلي للحظات!،
ولما لم يكن بد من إطاعة الأوامر و إلا سيقضي ليلته محروما من جني ثمار “ليلة العمر”، أقسم لها..
أفاق من دهشته ..خاطبها بطيبة قلبه وحنانه المجبول عليه: لو خيروني بين ملكات جمال الكون كله وبينك، ما اخترت غيرك يا حبيبتي..
نظرت إليه بطرف خفي..وقالت بابتسامة “ملونة”: رائع في كذبك يا حبيبي، كما كنت رائعة في تصديقي لقسمك!