مقالات
متحف القرية الشعبية .. مزيج من الماضي والحاضر والمستقبل
بقلم – خالد الشمري:
هل التقيت التاريخ يوما ما؟ هل اجتمعت مع من صنعوا المجد؟ أنا فعلت!!
ليست هذه مزحة، ولكن هذا ما قلته لنفسي عندما زرت المبنى الجديد لمتحف ومطعم #القرية_الشعبية_بالدمام، والذي يعتبر أكبر مبنى تراثي في المنطقة الشرقية، ويقع في الواجهة البحرية بمدينة الدمام.. وكان وقت زيارتي للمبنى، يوم الثلاثاء 5/2/1442هـ الموافق 23/9/2020م.
فمن يقول إن زمن الآباء والأجداد قد انتهى فهو مخطئ .. ومن يود التأكد من صدق ذلك .. فعليه أن يذهب إلى هناك .. فموقد النار ما زال مشتعلاً .. وأدوات القهوة من فناجيل ودلال (جمع دلة) .. والنجر .. والمحماس .. إضافة إلى زير الماء .. كلها تجدها في مكان واحد.. إضافة إلى السيوف والخناجر والرماح القديمة .. كل هذا في وسط قرية الماضي .. بأفكار الحاضر .. تجده على كورنيش الدمام .. على مساحة تقدر بما يربو على (21000)م2 .. حيث توجد “القرية الشعبية” .. وهناك ستعود إلى الوراء عشرات السنين .. لتتذكر الماضي بأيامه ولياليه الحلوة.
هذا المشروع السياحي الرائد .. يربط الماضي بالحاضر .. في مبنى يغلف طابعه الماضي بكل ما فيه من علوم الرجال .. وكرم الأجواد .. وعبق الشيح والقيصوم .. ولذة الماء القراح.
في هذا المبنى – ومن خلال الغرف الكثيرة به .. والتي تمثل بعض مدن المملكة – يمكن لك أن تزور الرياض القديمة .. وترى آثار الدرعية .. مع احتواء تلك الأماكن على بعض مما كان مستعملاً أيام زمان .. وبلمح البصر يمكن لك أن تنتقل إلى الساحل الشرقي؛ لترى عيون الجبيل .. وشموخ نخيل الأحساء .. ولتشهد بيوت سعف النخيل في القطيف .. يستهويك أيضاً الانتقال إلى جنوب المملكة؛ فتزور بلجرشي والباحة ونجران وجبال السودة .. وتلك البيوت المحفورة في صخور الجبال بكل ما فيها من عزة ورفعة.
ويتكون مبنى القرية الشعبية من عدة أركان، هي : ركن نجد والشمال، ركن الساحل الشرقي، ركن الحجاز والباحة، ركن عسير.
أما مطعم القرية، فيحوي جلسات تراثية لكافة مناطق المملكة، ويقدم أشهى المأكولات الشعبية.
وتحتوي القرية على عدة متاحف، هي : متحف تراث وتحف – متحف الحيوانات المحنطة – متحف مجسمات قرى المملكة – متحف السيارات التراثية والكلاسيكية.
ويوجد في الدور الثاني من المبنى سوق للحرفيين، يمكن أن يلبي طلبات الزوار الراغبين بنحت تصاميم خشبية طبقاً لأذواقهم، إضافة إلى ستديو للتصوير، ومقهى القرية المطل على الخليج العربي مباشرة.
كما يحتوي مبنى القرية الشعبية على قاعة تراثية نجدية للإحتفالات والأفراح والمؤتمرات، وكذلك قاعة تراث الساحل الشرقي، تسع كل منهما 700 فرد.
ويوجد في هذا المبنى التراثي، معهد تدريب سياحي، خاص بإدارة وتشغيل المطاعم والفنادق.