الضيافة العربية شكل من أشكال الاستبدادية
بقلم – أحمد العرفج:
كتبت كثيراً عن مايسمى الكرم العربي وهو في نظري يمثل جزءاً بسيطاً من طيب النفس أما الباقية من هذا الكرم فهي تعود إلى العادات والتقاليد والتبذير والاسراف والعطاء العشوائي الذي يخالف نصوص الشريعة والتقاليد الكونية التي تحث على أن يكون الكرم منطلقاً من نظرية ” الجود من الموجود”.
منذ اكثر من 30 عام و أنا مشغول بظاهرة الكرم العربي وفي كل مرحلة من مراحل الانشغال أكتشف اكتشافات جديدة ولعل آخر هذه الاكتشافات انني وجدت الكرم العربي في بعض جوانبه شكل من أشكال “الاستبدادية”.
قد تستغربون هذا الكلام ولكن سيزول الاستغراب بعد التأمل في هذه القصة.
قبل عام زرت منطقة من المناطق فاتصل بي صديق من دعاة الكرم العربي و “حزب ذبح المفاطيح” ، وقال لي:
“علي الطلاق ذبيحتك جاهزة” ولا بد أن “تطب محلي” و”تنطح فالك” “تعوذ من الشيطان وقل تم”
بعد هذا الكلام أخذت نفساً عميقاً لأنني سأدخل معركة حامية الوطيس مع هذه المدافع الكرمية الموجهة لشخصي الرافض للكرم
فقلت له يا صديقي سجل هذه الملاحظات :
أولاً: شكراً لكرمك المنبثق من طيب نفسك وبياض قلبك
ثانياً: أنا نباتي ولا آكل اللحم إلا في عيد الاضحى اقتداء بالسنة.
ثالثاً: أعطني ثمن الخروف الذي ستبذحه ودع هذا الكائن الجميل يرتع ويلعب وانا سأشتري بثمنه كتباً مفيدة اقرأها ويقرأها من بعدي الآلاف وتكون حسناتها لك.
رابعاً: احتفظ كثيرا ً على موضوع الطلاق و إذا كنت تريد التخلص من زوجتك فلا تضع عزيمتك لي هي السبب.
خامساً: بحكم أنني من حزب الجاحظ اللغوي فأنا اتحفظ على كلمة “طُب محلنا” لان الطب من أفعال اللصوص أما كلمة “انطح فالك” فالنطح من مزايا وخصائص التيس ولا رغبة لي باستعار أو أخذ أي شيء من خصوصياته خاصةً و أنني وقعت مع التيوس اتفاقية سلام دائم وتنص هذه الاتفاقية على عدم الاعتداء عليه لا من خلال أكل لحمه ولا من خلال سرقة أفعاله .!
حسناً ماذا بقي؟!
بقي القول ؛ ياقوم أرجوكم حاولو أن تعيدو النظر في مفهوم الكرم الذي يرمز له دائماً بالطعام لأن هذه الرموز جاءت من ذاكرة سنين الجوع والخوف الماضية .
لماذا لا نغير الكرم بحيث أن يكرمني من يريد اكرامي بإهادائي كتب أو جوال أو حاسوب أو طاولة كيرم أو لعبة فرفيرة وذلك أجمل الهدايا ؟!.
[email protected]