السعوديات يُسطرن أبرز إنجازاتهن العلمية في ” اليوم العالمي للمرأة في ميدان العلوم “
الرياض – واس:
إعداد : ميعاد العضاض .
للمرأة إسهامات فاعلة في مختلف المجالات تتناسب مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته لاسيما في المجال العلمي الذي خطت فيه خطوات تاريخية مشرفة، وبرزت بتحقيق الكثير من الإنجازات وتخطت العديد من العوائق التي واجهتها، متبعةً استراتيجيات مختلفة لتنال أعمالها القبول في المجلات والمنشورات العلمية الرسمية، فمشاركة المرأة في التنمية عبر بوابة العلوم يطور المجتمع ويكسبه مكانة رفيعة لما لها من تأثير قوي على محيطها .
ويحتفل العالم سنوياً في الـ 11 من شهر فبراير بـ” اليوم العالمي للمرأة في ميدان العلوم”، تأكيداً على دورهن وإسهامهن في مجالات العلوم المختلفة، وتكمن أهمية هذه المشاركة في تطوير المجالات العلمية الأمر الذي يشكل فارقاً مهماً على هذا الصعيد، وأن العالم بحاجة لتحقيق الأهداف التنموية عبر العلم والتطور والتنمية المستدامة لعام 2030 .
ونتيجة لاهتمام المملكة بتعليم المرأة فقد تمكنت المرأة السعودية من السير بخطوات ثابتة محققةً طموحها وأهدافها حتى نبغت في مختلف العلوم ،واستطاعت على مدى أعوامٍ مديدة الاتجاه أكاديمياً نحو مختلف المجالات العلمية مُحقّقة بذلك نجاحات مبهرة، ومثبتةً أنها قادرة على مواجهة الصعاب وتحقيق الإنجازات والمضي قدماً للوصول إلى القمة، بدعم وتمكين من حكومتنا الرشيدة لتصبح شريكة في بناء الوطن ورفعته .
وبرز علمياً الكثير من العالمات والباحثات السعوديات في المجال العلمي وقدمن إنجازات متميزة أسهمت بشكل بالغ في التطور والتقدم على المستويين المحلي والدولي، ومنهن المهندسة مشاعل الشميمري أول مهندسة سعودية تعمل في مجال تصميم الصواريخ بوكالة ناسا الأمريكية لدراسات الفضاء وأسست شركتها الخاصة لتوفيّر صواريخ لإطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة، كذلك حققت الباحثة فتون الصايغ نجاحاً باهراً وتقلدت منصب رئيس وحدة المنتجات البحرية.
ومن النماذج السعودية المشرفة في المجالات العلمية الطبية الدكتورة حياة سندي وهي أول باحثة وعالمة سعودية تشغل منصب سفير النوايا الحسنة للعلوم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ولها العديد من الإسهامات والإنجازات المتميزة في مجال العلوم والطب والتكنولوجيا، حيث عملت على اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية يمكن من خلاله ومراقبة معدلات السكر وضغط الدم في أجسام رواد الفضاء، كما ذاع صيت الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إضافة إلى عملها رئيساً لمركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام في المستشفى، من خلال كشفها عن دور جين يدعى MED12 في سرطان القولون والمستقيم، الذي يعد إنجازاً يساعد الأطباء في فحص المرضى قبل بدء العلاج الكيماوي والتنبؤ باستجابتهم للعلاج قبل البدء به وتعديل عمله الجيني مخبريًا وإعطاء بدائل أخرى في حالة وجود العطب الجيني.
وتعد رئيس قسم العيون بمستشفى الملك فيصل البروفيسور سلوى الهزاع من أبرز النساء في مجال تخصصها وهي أول سعودية تحمل لقب بروفيسور في علم العيون بـأمريكا، وأول طبيبة يتم اختيارها مِن خمس قارات مِن المجلس العالمي للعيون لتُلقب بـ “طبيبة القارات الخمس”، وجرى اختيارها كأقوى امرأة عربية، فيما سجلت الدكتورة سميرة اسلام اسمها كأحد أهم العالمات السعوديات وحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم الصيدلية، وهي أول سعودية تحصل على درجة الأستاذيّة في علم الأدوية، وتعمل رئيسة لوحدة قياس ومراقبة الأدوية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية.
وبرزت استشارية جراحة أورام القولون والمستقيم الدكتورة سمر الحمود التي اختارتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية للانضمام للجنة العالمية لتحكيم الأبحاث العلمية في مجالها، و حصلت الدكتورة نجلاء الردادي على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في علاج الأورام السرطانية، في 2017م، عن تحضير متراكبات تسهم في علاج الخلايا السرطانية ليس لها آثار جانبية وذلك لانعدام سميتها وتحضيرها من مواد طبيعية وبطريقة صديقة للبيئة، كما توصلت الأستاذ المساعد واستشارية علاج لب وجذور الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ليلى بنت سالم، إلى علاج للالتهابات العظمية المصاحبة لالتهاب عصب الأسنان باستخدام تقنية النانو في توصيل الدواء للمنطقة المصابة، وبمواد جديدة لم يسبق لأحد استخدامها علاجياً.
وبرز اسم العالمة سامية ميمني أول جراحة سعودية تتخصص في مجال المخ والأعصاب، وتمتلك مسيرة زاخرة من الاختراعات في مجال المخ والأعصاب، حين نجحت في تحويل واحدة من أصعب الجراحات في العالم إلى جراحات بسيطة سهلة يمكن إجراؤها بالتخدير الموضعي، باختراعها لجهاز “الاسترخاء العصبي”، الذي يمكن من خلاله التحكم في الأعصاب الدماغية المصابة بشلل بحيث يمكن تحريكها وشفاؤها، وكذلك اختراعها جهاز “الجونج” الذي يقوم بالتحكم بالخلايا العصبية في وقت محدد، كما حصلت على براءة اختراع لجهاز mars الذي يقوم بالاكتشاف المبكر للسرطان.
وفي مجال الكيمياء حصلت الكيميائية البروفيسورة غادة المطيري على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية “.H.I.N” عن مشروعها البحثي المعتمد على النانو تكنولوجي، كذلك تعد الكيميائية سهاد كندي أول سعودية تحصل على جائزة دولية من لندن في مجال الكيمياء وتشغل منصب رئيس المجموعة البحثية السعودية لدراسة داء السكري في جامعة الملك عبدالعزيز، أما الخبيرة والعالمة السعودية في المجال النفطي الدكتورة عبير العليّان فهي أول سيدة عربية سعودية حازت على جائزة امرأة العام 2018م للغاز والبترول في الشرق الأوسط في مجال تطوير مادة كيميائية بإمكانها التغلب على مشكلات خسارة سائل الحفر في عمليات حفر آبار النفط من ناحية التكلفة والمخاطر التي تواجه عمليات الحفر .
وتأتي من الأسماء السعودية البارزة الأستاذ المساعد للكيمياء الفيزيائية بالكلية الجامعية بجامعة تبوك الدكتورة هند الجهني، كأول أكاديمية سعودية تنشر بحثًا عالميًا عن الكيمياء في مجلة علمية تعد من أشهر المطبوعات المتخصصة بالكيمياء الطبيعية، كما برز اسم العالمة السعودية أستاذ الفيزياء بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة ريم الطويرقي في العديد من المحافل الدولية، تقديرًا لجهودها العلمية في مجال الفيزياء، واهتمامها بربط الجامعات السعودية والنشاط الفيزيائي فيها بالعمل العلمي العالمي من خلال تفعيل آليات الجمعية الفيزيائية السعودية.
وتُعد عالمة الأبحاث في المركز الوطني للتقنيات المتناهية الصغر في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية (KACST) الدكتورة ابتسام سعيد باضريس أول سعودية تحصل على العضوية في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، بالإضافة إلى كونها أول سعودية حاصلة على درجة الدكتوراه تعمل في المركز الوطني للرياضيات والفيزياء في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وتشمل مجالات بحثها : فيزياء الجسيمات الأولية التجريبية، الفيزياء الفلكية، الفيزياء الطبية والفيزياء النووية.
وتتجلى من تلك النجاحات للمرأة السعودية ، قدراتها وأنها شريك فاعل في بناء الوطن وتنميته ، وصورة مشرقة أمام العالم عن مدى جدارة المرأة السعودية في مختلف المجالات .