تداعيات فيروس كورونا على الإقتصاد
جدة – سويفت نيوز:
يواصل فيروس كورونا افتراس الصينيين بلاهوادة مهددا بالقضاء على الأخضر واليابس ووضع الصين في حالة حصار بعد تفشي المرض وارتفاع عدد ضحاياه مما يلقي بظلاله على جميع نواحي الحياة وخاصة الناحية الاقتصادية التي ستصل تداعياتها الى جميع دول العالم وفيما يلي تقرير يستعرض الاثار والتداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا
اولا: أهمية مدينة الفيروس:
اذا كانت الصين هى مصنع العالم، ولاية “ووهان” هى عاصمة هذة القلعة الصناعية الضخمة وتقع بداخل مقاطعة “هوباي” جنوب بكين في وسط – شرق الخريطة الصينية، تساهم المدينة بما يلى:
– 78% من صادرات الصين
– 33% من الناتج المحلي الصيني
– 90% من عمليات صهر النحاس
– 65% من عمليات تكرير النفط
– 60% من عمليات انتاج الصلب
– 40% من عمليات انتاج الفحم
ثانيا: ما هى اكبر الصدمات التجارية داخل الصين بسبب كورونا حتي الآن!؟
– ستاربكس اغلقت 50% من متاجرها بالصين أي نحو 2000 فرع.
– العديد من الخطوط الجوية الكبري أوقفت جميع رحلاتها من والي الصين.
– كل دول الجوار الصيني فرضت حظر علي استقبال الصينيين
– جنرال موتورز وهوندا ونيسان وفورد اغلقوا مصانعهم فى ووهان.
الا ان الضربة الاكبر بالنسبة لجيران الصين هى منع سفر المواطنين للخارج او حظر استقبالهم بمطارات العالم،
ما يعني خسارة جزء من الـ 257 مليار دولار التى ينفقها السائحين الصينيين حول العالم سنوياً بحسب منظمة السياحة العالمية، وهو اكثر من ضعف ما ينفقه السائحين الامريكيين ويتجاوز ما ينفقه سياح فرنسا وبريطانيا والمانيا مجتمعين.
اكثر القطاعات المتضررة حتى الآن:
– المطاعم والفنادق
– المصانع ومبيعات الجملة
– مبيعات التجزئة والمحال التجارية
– الطيران والنقل
– الأطعمة والمشروبات
– المزارع والفلاحة
– اسواق الاسهم وبعض العملات
– اسواق المعادن والنفط والغاز
– اسعار المواد الخام والغذاء
اكثر الدول المتأثرة بالصدمة حتي الان:
– الفلبين
– تايلاند
– هونج كونج
– تايوان
– سنغافورة
– ماليزيا
– اندونيسيا
– استراليا
– اليابان
– كوريا الجنوبية
كلها ستتأثر سلباً بانخفاض السياحة الصينية الوافدة اليها نتيجة الغاء الحجوزات وحظر السفر.
المشكلة الاكبر ان هذه الازمة جاءت فى ذروة الموسم السياحي (موسم الاجازات الصيني) للاسواق المجاورة للصين بمناسبة راس السنة القمرية.
ثالثا: ماذا عن تأثير كورونا علي النفط والمعادن والمواد الخام؟
الصين هى اكبر مستورد للنفط فى العالم.
تعطل المصانع الصينية يعني انخفاض حاجتها لاستيراد النفط من الخارج، ما تسبب فى انهيار اسعار البرميل بـ 12.5% منذ بداية الازمة وقامت اوبك بتبكير تقديم موعد اجتماعها القادم فى فيينا للنظر فى كيفية التصدي للازمة.
.
التوقعات ترجح انخفاض واردات الصين من النفط الخام بنحو 150 الي 250 الف برميل يوميا.
.
خسائر المواد الخام والسلع الغذائية والمعادن كانت قياسية ايضا، علي سبيل المثال:
– لحم الخنازير خسر 21%
– غاز الطعام خسر 19%
– القهوة خسرت 19%
– الدواجن خسرت 16%
– الغاز الطبيعي خسر 14%
– برميل النفط خسر 12.5%
– الذرة خسرت 12%
– الالبان خسرت 12%
– النحاس خسر 10%
– النيكل خسر 8%
– اللحوم خسرت 8%
– الالومنيوم خسر 5%
– الفحم خسر 3.5%
رابعا: هل الأزمة الحالية تشبه ازمة “سارس” !؟
الأزمة حاليا لاتشبه ازمة “سارس” فى 2003 علي الاطلاق، لان الصين فى 2003 لم تكن مؤثرة بالاقتصاد العالمي مثل الصين فى 2020، فى 2003 كانت الصين سادس اقوي اقتصاد بالعالم بناتج محلي يقدر بـ1.6 تريليون دولار, اليوم فى 2020 الناتج الصيني يقارب الـ 14 تريليون دولار وتحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة.
ايضا فى 2003 كان تعداد السائحين الصينيين لكل دول العالم يبلغ 20 مليون فقط، اليوم وصل الي 150 مليون سائح
اضافة الي ان الاقتصاد الصيني كان نموه ومحركات توسعه اكثر مناعة وصلابة من الوضع الحالي، بدليل انه واثناء ازمة “السارس” لم يشهد النمو الصيني انخفاض يذكر .
خامسا: هل يمكن ايجاد علاج لكورونا قبل انتهاء مخزونات المصانع!؟ فى الواقع، مستحيل
العلماء يتحدثون عن عام لاجراء الاختبارات الضرورية وتطوير العقارات المضادة للالتهابات الفيروسية المناسبة.
وزيرة الابحاث العلمية فى المانيا تحدثت عن احتياجهم ل”شهور” دون تحديد موعد قريب الأجل.
سادسا: ماذا عن التأثير علي الاقتصاد المصري لو طالت الازمة!؟
1 – يمر بقناة السويس نحو 267 مليون طن بضائع قادمة من منطقة جنوب شرق اسيا الي الجزء الشمالي من العالم من اجمالي 1030 مليون طن بضائع مرت فى القناة بنهاية 2019، لذا قد نرصد تراجعا بايرادات القناة فى الربع الاول من 2020.
2 – يتدفق السياح الصينيين الي مصر بمقدار 400 الف سائح فى 2017 بعد ان كان عددهم 120 الف فقط فى 201، وذلك من اجمالي 8.2 مليون سائح زاروا مصر فى 2017 وقد يكون العدد قد ارتفع الي 800 الف من اجمالي أكثر من ١٢ مليون زاروا مصر فى 2019، لذا يجب ان نتوقع انخفاض فى ايرادات السياحة فى الربع الاول من 2020.
3 – الازمة تأتي فى ظل اجازة سنوية معتادة بالسوق الصينية وهو ما يعني ان الاسواق فى مصر تتوقع مسبقا توقف مؤقت فى سلاسل الامداد الصينية.. لكن فى حالة امتدت كارثة كورونا لوقت طويل – وهو امر مرجح – ستظهر مشاكل فى توفير بعض مدخلات ومستلزمات الانتاج وبعض السلع تامة الصنع الصينية والتى تعتمد عليها العديد من المصانع والانشطة بقطاع الاعمال المصري.
4 – ظهور مشاكل بالانتاج يعني ارتفاع التضخم مما قد يلقي بنتائج سلبية علي السياسة التوسعية التى تنتهجها الحكومة علي المستوي المالي والنقدي بما فيه ذلك خفض الدين والعجز وخفض الفائدة، لذا قد يحدث تجميد مؤقت لخطة تيسير السياسة النقدية.
5 -عدم اليقين والارتباك حين ينتشر فى الاسواق العالمية، يدفع الممستثمرين الي الخوف، الخوف يجعلهم يتوجهوا نحو الاستثمارات الآمنة والابتعاد عن كل ما هو خطير.
– الاتجاه نحو الاستثمارات الآمنة يعني التخلي/بيع مشترياتهم من ادوات الدين الحكومي المصرية (سندات واذون الخزانة) والتخارج من الاسواق الناشئة مثل مصر وشمال افريقيا وشرق اوروبا.
ثم التوجه باموالهم الي الذهب او عملات الملاذ الآمن (الين والفرنك) او السندات الامريكية وبعض المعادن الآمنة (البلاديوم)
.
– التخارج من السوق المصري يعني التأثير السلبي علي قوة الجنيه المصري، لذا قد تتراجع قوة الجنيه امام الدولار او علي الاقل قد يضعف الاداء القوي المستمر منذ فترة طويلة.
اخيرا.. هل العالم ينقصه أزمات ومخاطر !؟
الاقتصاد العالمي يعاني الأمرين بسبب عدة أزمات أصابته فى السنوات الاخيرة، أبرزها علي سبيل المثال:
– الديون
– الارهاب العابر للحدود
– الهجمات السيبرانية
– ملف ايران النووي
– الحروب التجارية بين القوي الكبري ودعوات الحمائية
– المظاهرات من هونج كونج الي تشيلي
– البريكسيت والاضطرابات داخل اوروبا
– التوترات الجيوسياسية خاصة مناطق مضيق هرمز وبحر الصين الجنوبي وشرق المتوسط.
وبالتالي فإن كارثة “كورونا” لم تقدم لنا سوي مزيد من اليقين باستمرار دوراننا فى حالة عدم اليقين والضبابية.