مناسبات

السعودية تشارك العالم الاحتفال بيوم النوم و ٤٥% من سكان الأرض لاينامون..

جدة – محمد العجلان:

يـحتفل العالم “باليوم العالمي للنوم” في السادس عشر من مارس كل عام بـمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظّمها “الرابطة العالمية لطب النوم” بمشاركة أكثر من 70 دولة من دول العالم بفعاليات تـهدف لزيادة الوعي بارتباط النوم الصحي بنمط الحياة، والتأثير السلبي لاضطراباته الـمختلفة التي تصيب 45% من سكان العالم، على نوعية الـمعيشة والصحة النفسية والبدنية.
ويؤكد البيان الأساس لليوم العالمي للنوم على خطر فرط النوم والحرمان المزمن منه على الصحة ونوعية الحياة، وإمكانية التخفيف من أخطاره بنشر التوعية السليمة بين أفراد المجتمع العام والممارسين الصحيين، وتكريس مفهوم الوقاية والشفاء من أكثر من 100 نوع من اضطرابات النوم عن طريق الـمختصين في طب النوم، ومن أمثلتها انقطاع التنفس أثناء النوم الذي يصيب حوالي 24% من الرجال، و 9% من النساء متوسطي الأعمار بدرجات مختلفة، ويرتبط بعوامل خطرة كثيرة من أهمها فرط الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وهبوط سقف الحلق والتدخين وغيرها.
ورفعت الرابطة العالمية لطب النوم لعام 2018 شعار “شاركنا عالم النوم .. اضبط إيقاع نومك لتستمتع بحياتك” للترويج لليوم العالمي للنوم والدلالة على ضرورة الاهتمام بتشخيص وعلاج أي أعراض ترتبط بقلة أو رداءة النوم كالأرق المزمن الذي يصيب مابين 30 إلى 45% من الأفراد البالغين، لتسببها في ظهور وتدهور بعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسكّري والسمنة المفرطة، واضطرابات المزاج والشهية والسلوك وزيادة النعاس أثناء النهار، إضافة إلى ارتفاع خطر التعرض لحوادث السيارات.
وبـهذه الـمناسبة العالمية نظّم مركز طب وبـحوث النوم بـمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بـجدة بإدارة الدكتور سراج عمر ولي أستاذ الأمراض الصدرية واضطرابات النوم ونادي جدة لطب النوم برئاسة الدكتور أيـمن بدر كريّم أستشاري أمراض صدرية واضطرابات النوم، فعاليات اليوم التوعوي مساء أمس الاثنين الموافق 12 مارس 2018، بـفندق كراون بلازا بجدة، حيث تضمن الحفل مناقشات ومعلومات ونشرات توعوية باللغة العربية حول النوم واضطراباته، وأهمية العرض على مـختصين في مراكز اضطرابات النوم المنتشرة في المملكة بالرغم من قلة عددها،  وتقديم توجيهات للزوار حول شكواهم من أعراض اضطرابات النوم بما فيها متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم والأرق المزمن واضطرابات الساعة الحيوية واضطرابات الحركة والسلوك خلال النوم كالمشي والكلام وتمثيل الأحلام خلال النوم، بلغة سهلة وواضحة، وبعض المعلومات حول أهم اضطرابات النوم التي تتسبب في سوء التوافق في النوم بين الأزواج وبعض المشكلات الحميمة، كمتلازمة تململ الساقين والشخير المزمن. فعلي سبيل المثال: أفادت إحصاءاتٌ أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص بالغين في المجتمع الأمريكي، يستيقظون من النوم بصورة متكررة خلال الليل، أو أنهم مصابون بالشخير، كما أظهر استبيان شمل عينة من النساء الأمريكيات، شكوى 50% منهن من رداءة النوم بصورة مزمنة، ويُعد الشخير ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، أهم العوامل التي تسبب خللا في توافق النوم بين الأزواج، لكن عادات النوم وطقوسه، وتفضيل درجة حرارة معينة، وطبيعة النوم (خفيف أم ثقيل)، والإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرتين، واضطرابات السلوك كالمشي وتمثيل الأحلام (الركل والكلام) أثناء النوم، إضافة إلى الأرق المزمن، كلها قد تسبب الخلل نفسه بدرجات متفاوتة.
وأوضح الدكتور أيـمن بدر كريّـم، استشاري أمراض النوم أن غياب الإحصاءات الدقيقة عن مدى انتشار اضطرابات النوم في المجتمعات العربية، وانخفاض الوعي العام حتى لدى فئة الأطباء غير المتخصصين، إضافة إلى قلة عدد الـمتخصصين في مـجال طب النوم، من التحديات الصحية التي يواجهها الـمجتمع السعودي وتتسبب في تأخر التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لعدد كبير من الـمرضى الذين يعانون من الشخير المزمن بنسبة 25% من متوسطي الأعمار في الـمجتمع السعودي، ويتعرضون لعوامل خطر للإصابة بانقطاع التنفس اثناء النوم كزيادة الوزن وزواج الأقارب، بحسب نتائج أولية لدراسة حديثة صادرة من مركز طب وبحوث النوم بـجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وحول أهمية تقنية مختبر النوم: أفاد الدكتور سراج ولي أن المختبر عبارة عن غرفة مهيئة لاستقبال المريض وضمان راحته أثناء النوم بسرير نوم كبير مريح وإضاءة مناسبة وحرارة معتدلة. وأثناء فحص النوم يتم تسجيل رسم الدماغ والقلب وحركة العينين بالإضافة إلى رصد الشخير وحركة عضلات الحلق والساقين بواسطة موصلات سلكية تثبت قبل النوم. كما يتم رصد حركة التنفس عن طريق حزام يوضع حول الصدر وآخرحول البطن ومتابعة تدفق الهواء عن طريق مجسات توضع قريبا من الأنف وكذلك تسجيل نسبة الأوكسجين في الدم طوال ساعات النوم باستخدام مقياس للأوكسجين عـن طـريق النبض.
ويجب التنويه أن إجراء فحص النوم غير مؤلم على الإطلاق بل ويطلب من المريض النوم بصورة عادية قدر الإمكان. فبالرغم من وجود كل هذه الأقطاب والمجسات المثبته على الجسم ينام معظم الأشخاص بشكل جيد نسبيا، فالأقطاب و المجسات البدنية توضع بحيث يمكن للمريض تحت الفحص التقلب والتحرك أثناء النوم. وفي حالة عدم القدرة على النوم فإنه لا يفضل أبدا تناول الأدوية المنومة قبل أو أثناء الفحص، كما أنه من الضروري أن لاينام المريض في فترة النهار وألا يتناول أي منبهات أو مشروبات كحولية في اليوم المقرر لإجراء الفحص.
ولايقتصر فحص النوم على فترة الليل بل يمكن إجراء إختبار خاص للنوم أثناء ساعات النهار لتشخيص حالات معينة من النوم المفرط كمرض نوبات النوم القهري (Narcolepsy)، حيث يقوم المريض بالنوم على فترات قصيرة مدة كل فترة منها 20 دقيقة وذلك لقياس قدرته على مقاومة النوم والظهور المبكر وغير الطبيعي لمرحلة النوم الحالم. ولا تتوقف أهمية مُـختبر النوم عند الفحص التشخيص، بل تتعداه إلى الفحص العلاجي ومتابعة المرضى للوقوف على مدى استجابتهم لأنواع العلاج المختلفة. فمثلا يتم فحص الذين يعانون من إنقطاع في مجرى التنفس أثناء النوم بتركيب جهاز ال “سي باب” (CPAP) الذي يقوم بدفع هواء مضغوط بدرجات متفاوته خلال مجرى التنفس بواسطة كمامة توضع على الأنف أو الأنف والفم معا، وبهذا يعمل الهواء المضغوط على إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً وتأمين استقرار وظيفة التنفس والمحافظة على نسبة الأكسجين طبيعية أثناء فترة النوم.
فحص النوم المنزلي:
وحاليا يمكن فحص المريض في المنزل بواسطة جهاز تقني صغير متنقل يمكنه رصد معظم التغيرات المطلوبة للتأكد من التشخيص السليم وبخاصة انقطاع التنفس اثناء النوم دون الحاجة لتنويم المريض في المستشفى، وهو إجراء معتمد عالميا وطبيا ومتوفر في السعودية ويتم إجراؤه بحسب دواعي الحالة بعد العرض على طبيب اضطرابات النوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى