في أزقّة جدة التاريخية … «كبدة البلد» أكلة موسمية ارتبطت بـ «ليالي رمضان»
سويفت نيوز_جدة
تمثل «الكبدة» أكلةً مختلفة في رمضان، عن ما سواها من الأشهر الأخرى للعام، خصوصاً في المدينة الساحلية جدة وفي أزقة قلبها النابض والتاريخي في أحيائها القديمة، إذ تنتشر محال و«أكشاك» متخصصة في طهيها وإعدادها وتعتبر من الطقوس المميزة التي تصحب الشهر الفضيل.
يقول مالك «كشك» لطهي الكبدة في منطقة البلد عبدالغني هاشم لـ «الحياة» إنه يعمل في إعداد الكبدة في رمضان منذ قرابة الـ15 عاماً، ويعمل على إعدادها وبيعها بنفسه طوال ليالي الشهر الفضيل، بمســاعدة أبنائه الذين زرع فيهم حب هذه المهنة التي ورثــها من والــده، فيما يُقبل على بسطته الآلاف من عــشاق هذه الأطباق سنوياً من كل أحياء جدة وسكانها وزوارها. ويشير هاشم إلى أن في العشر الأواخر من شهر رمضان يكثر عدد المتــسوقين ويـزداد فيها الإقبال على أكل الكبدة، وتكثر فيها زبائنه وتعد تلك الفترة الذهبية والذروة ومع انتهاء رمضان ولياليه تختفي أكشاك الكبدة الموقتة، التي لا يعمل أصحابها إلا في موسمه.
من جهته، لفت أحمد عوض (أحد زوار منطقــة البـلد التاريخية) إلى أن زيارة منطقة البلد والمواقع التاريخية في جدة ممتعة دائماً، لكنها تكون في شهر رمضان الكريم في شكل مختلف، إذ تبدو كخليط من الحنين للذكريات التي ترسم في الأذهان لحظات الزمن الجميل وبقاياه المعتقة وروحانية ليالي هذا الشهر الفضيل، في ظل توافد أعداد كبيرة من جنسيات مختلفة لمشاهدة الآثار الباقية من تاريخ جدة القديمة.
ويبيّن «من الأمور التي تجذبني إلى زيارة البلد في رمضان، التمتع بوجبة لذيذة من الكبدة الطازجة التي يعتبرها لذيذة الطعم بغض النظر عن مكان وجودها، فيما يتضح عند طهيها وتذوقها أنها فعلاً طازجة، ويتم إحضارها يومياً من محال المسالخ المعتمدة من الأمانة لتقديمها للزبائن.
بدوره، يرى أحد زائري منطقة البلد التاريخية وليد المحمدي أنه لا يمكن أن ينقضي الشهر الفضيل من دون أن يزور البلد، إذ تجذبنه رائحتها من بعيد ومن أول دخوله إلى محيطه، إذ يحرص على شراء حاجات العيد ويضرب «عصفورين بحجر».
وقال: «ليس المميز في الكبدة الرمضانية الطعم فقط، بل حتى الطقوس المحيطة بهذا الأمر تضفي إليه نوعاً من الروحانية الجميلة، وتعطي إشارة إلى جمال البيئة الحجازية وصفاء نفوس أهلها».