مقالات

رحيل الشيخ عبد اللطيف الجبر .. رائد العمل الخيري

بقلم – دكتور جاسم الياقوت:

فقد الوطن رجل الأعمال المعروف الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر، بعد مسيرة عطرة تركت بصمتها في قلوب الكثيرين .. وخاصة في المنطقة الشرقية حيث يعتبر واحد من أعمدتها الراسخة. فقد كان الشيخ عبد اللطيف الجبر رمزًا للخير والكرم والشهامة في المجتمع.ويعتبر رحيله فقدانًا كبيرًا للمجتمع، فقد كان يمثل قدوة حسنة للجميع.

لقد كان الشيخ عبد اللطيف الجبر يتمتع بحسن الخلق والأخلاق، وكان دائمًا على استعداد لمد يد العون للمحتاجين والمعوزين. كان يعتبر العطاء والتصدق من واجبه تجاه المجتمع الذي نشأ فيه وأحبه.

لم يكتفِ الشيخ عبد اللطيف الجبر بمساعدة الفقراء والمحتاجين فحسب، بل كان يقوم بتأسيس ودعم المساجد والمدارس القرآنية، وكان يشجع الشباب على اتباع الطريق الصحيح والمشاركة في الأعمال الخيرية. إنه رجلٌ لا يُنسى بسهامة أفعاله ونشاطاته الخيرية التي أثرت في حياة العديد من الأشخاص.

لقد حقق الشيخ عبد اللطيف خلال مسيرته الحافلة نجاحات على كافة الأصعدة ، فكان أول سعودي يحصل على جائزة المنظمة العالمية للسلام والازدهار، لجهوده المخلصة على الصعيد الخيري الإنساني العالمي، فكان رمزاً للخير والعطاء، بجانب جدارته في المجالات الإدارية والاقتصادية، حيث شارك في العديد من المؤتمرات الاقتصادية والصناعية والتجارية العربية والعالمية.

ولمسيرته الوطنية الحافلة حصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، بمرسوم ملكي من الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، فلقد استحق التكريم لما قدمه من أعمال الإنسانية وخيرية تمس حياة المواطن مباشرة في صورة مساعدات خيرية، وبناء منشآت صحية واجتماعية، وإسكان خيري بالأحساء وإنشاء مركز الجبر للكلى، ومستشفى الجبر للعيون والأنف والحنجرة، ودعماً للحركة الثقافية والأدبية بالأحساء فلقد تكفل ببناء مقر نادي الأحساء الأدبي.

لقد فقد مجتمع الأعمال في المملكة رجلاً فريداً في عطائه، كرس حياته لخدمة وطنه ومجتمعه، وكانت له إسهامات بارزة في القطاع التجاري والمصرفي والعمل الخيري والإنساني”.

ولايخفى على الجميع أن عائلة الجبر ممثلة برجل الأعمال عبد اللطيف الجبر يرحمه الله تولي أعمال الخير، وخدمة المجتمع أهمية استثنائية، خلال مسيرتها التجارية، حيث تجاوزت مبالغ أوقاف أسرة الجبر 700 مليون ريـال، وتنوعت بين الأوقاف الصحية والتعلمية والثقافية، من أبرزها مركز حمد الجبر لعلاج الأورام السرطانية، بتكلفة 70 مليون ريـال، ومركز مي الجبر للكشف المبكر عن مرض السرطان، بتكلفة أربعة ملايين ريـال، ومستشفى العيون بتكلفة 65 مليون ريـال، لقد كانت مسيرته حافلة بالعطاء، مفعمة بحب الوطن وأهله.. فليرحمه الله رحمة واسعة.

نعزي أنفسنا ونعزي كافة عائلة الجبر الكرام في هذا الوقت العصيب داعين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان . لقد فقدنا رجلاً عظيماً، ونرجو أن يبقى إرثه حياً في قلوبنا وأعمالنا. لنستلهم من مثاله النبيل ونحاول أن نكون مثله في خدمة المجتمع والعمل الخيري.

و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى