اسلاميات

مصليات العيد المهجورة تُميت سنة الصلاة خارج البنيان

سويفت نيوز_الخبر

تحت قرع عوامل التعرية اندثرت معالم مصليات العيد في كثير من المناطق، ما من شيء يوحي بأن وجوها تعفرت جباهها على ثرى بقع مفتوحة على السماء، استغنت القرى بجوامعها، وألفت الأجساد تدفئة وتبريد أجهزة التكييف في الجوامع، فغدا الاستثناء قاعدة والقاعدة استثناء، كان أحد أهم أبرز مراسم العيد تحرك الرجال بثيابهم البيضاء يقطعون السهول والوديان ميممين صوب ربوة ذات قرار لينادي أشجاهم صوتا (صلاة العيد أثابكم الله) ويكررها ثلاثا وأربعا وخمسا فيتوافد إلى المصلى رجال لا تلهيهم مزارع ولا بيع عن ذكر الله وتكبيره بصوت ندي تردد صداه الجبال وتتفاعل معه سنابل الحقول المترعة بالخضرة والنماء، عقود خلت ولم تعد المصليات المحبذة شرعا والمفضلة لأداء صلاة العيدين عامرة بحياة وأنفاس وحركة القرويين، فالبعض تقشفت مشاعره، والبعض اعتراه الكسل أن يقطع مسافات على قدميه وإن حظت على ذلك سنة النبي الكريم، واليوم امحت رسوم بعض المصليات ودرس محاسن بعضها، فغدت كأنها لم تحتضن بالأمس نهارات مجللة بالبياض وأفئدة عامرة بالإيمان والتقوى والحب، ومؤسف جدا أن بعض المصليات أقيمت عليها مبان لفروع وزارة الشؤون الإسلامية ولم يتم توفير بديل لائق بالإنسان وفسيح لاستيعاب هذا التنامي من البشر، وبما أن المصليات مساحات مفتوحة لطلب الحاجات من الله وإقامة صلاة الاستسقاء فالأمل كبير أن تلتفت وزارة الشؤون الإسلامية لتأمين وتأهيل مصليات العيد لإعادة إحياء السنة التي أوشكت أن تلفظ أنفاسها في بعض المدن والقرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى