ثقافة

ابراهيم ابو كيلة يصدر كتاب مئوية بلفور بعنوان الوعد والوفاء

القاهرة – سويفت نيوز:ابو كيله

أصدر الكاتب الصحفي ابراهيم ابو كيلة كتابه الثاني بعنوان “مئوية بلفور .. الوعد والوفاء” .. كتاب الجمهورية .. لشهر نوفمبر .. وهو بمناسبة مرور 100 عام على صدور وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 .. بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ..

ويروي الكاتب الصحفي ابراهيم ابو كيله كيف تم اتخاذ القرار بعد أن تم خداع العرب فيقول في مقدمة الكتاب انه في اليوم الثاني من شهر نوفمبر عام 2017 .. يمضى قرن من الزمان .. على وصول تلك الرسالة الى المنزل  رقم 148بيكاديللي _ وستمينستر _ لندن .. لم تكن رسالة عادية .. بل رسالة غاية في الاهمية .. سطورها قليلة .. لكنها حولت مجرى التاريخ و غيرت وجه الارض .. ازالت كيانا قائما .. وغرست مكانه كيانا لا وجود له .. رسالة شتت الجمع .. وجمعت الشتات .. شردت الامنين .. وامنت المشردين .. اغتصبت وطن .. وسرقت ارض .. وسلبت حق .. ومنحت باطل .. حوت الرسالة التي وجهها ارثر بلفور .. وزير الخارجية البريطاني .. الى البارون ليونيل والتر روتشيلد .. زعيم الجالية اليهودية في بريطانيا .. العطف الملكي .. والوعد السامي .. بوطن ..لا يملكه الواعد .. ولا يحق للموعود .

الذكرى المئوية لصدور الوعد .. يتذكرها الغاصب بالاحتفالات والمسرات .. ويتذكرها المغتصب بالعبرات و الحسرات .. اليهود والعرب .. كل يتذكر بطريقته .. نجح اليهود في اقتناص هذا الوعد نتيجة التقاء مصالح صهيونية مع مطامع استعمارية بريطانية .. بموافقة امريكية .. ومصادقة فرنسية .. ومواءمة روسية .. ومباركة باباوية .. وبلاهة عربية .. اقام اليهود دولتهم نتيجة تخطيط وجهد لا يكل ولا يمل .. في مواجهة تخاذل رسمي وشعبي عربي .. كانت الاحداث تقع امامهم والمؤمرات تنكشف لهم .. فيغمضون اعينهم ويصمون اذانهم ويغلقون افواههم ويلغون عقولهم ويغضون الطرف عما يحدث .. وهو منتشر ومنشور في كل بقاع الدنيا .. وكأن الامر لا يعنيهم .. فقط .. مصالحهم الضيقة .. واطماعهم الفانية .

لم يكن الوعد وليد الصدفة ولا نتاج اللحظة ولا بارادة بلفور المنفردة ولا بميوله الخاصة .. أومواقفه الشخصية .. حتى وان توافقت مع ما جاء في الوعد .. وانما كان وليد مؤمرات نسجت لسنوات .. وارادة استعمارية خططت .. وقوة عسكرية نفذت .. لتحقيق اهداف ومصالح متبادلة .

صببنا اللعنات على من اصدر الوعد .. وكأنه المسئول الاوحد .. عن سبب نكبتنا ونكستنا .. لكنه ليس هو فقط .. الذي يستحق لعناتنا .. فهناك عصابة وحكومة وانظمة اجتمعت اراداتهم على اغتصاب فلسطين .. وقد كان .. لم يكن بلفور ليعلن وعده .. بوحي من ارادته وحده .. وانما كان الرجل .. الذي شاء له منصبه .. ان يكون الناطق بإسم الارادة الاستعمارية .. والادارة البريطانية الممثلة في مجلس وزراء .. ووزاة حرب .. أقروا الوعد .. وعهدوا به اليه لاذاعته واعلانه .. فكان نصيبه ان يكون في منصبه .. لتنصب عليه لعنات العرب والمسلمين .

مسئولية صدور الوعد لا يتحمل وزرها بلفور وحده فهو عضو من بين اعضاء الحكومة .. وانما يقع وزره على كامل حكومته التي ناقشت ووافقت على ما جاء في الوعد .. خاصة رئيس هذه الحكومة .. المسئول الاول عن صدور الوعد .. لويد جورج محامي الصهيونية .. الذي اعترف بمسئوليته عن صدوره .

لم يكن الوعد هو الخنجر الوحيد في جسم الوطن العربي .. فقد وعدت بريطانيا العرب بالاستقلال .. مقابل الانتفاضة على الخلافة العثمانية ومحاربة جيوشها .. فاعلن الشريف الحسين بن علي .. الحرب على الدولة العثمانية .. على امل ان تفي بريطانيا بوعدها .. ولكن في الوقت الذي اوفي هو بوعده .. كانت المحادثات جارية سرا بين ممثلي بريطانيا “مارك سايكس” .. وفرنسا “فرنسوا جورج  بيكو” .. بشأن اقتسام الأراضي العربية الخاضعة للعثمانيين فيما بينهما .

لم يعلم العرب بتآمر بريطانيا وحلفائها .. وبقوا أوفياء لهم .. والتزموا معهم بتعهداتهم حتى نهاية الحرب .. ولكن .. في زمن الحرب تتبدل الوعود وتنقض العهود .. وترتبط التحركات العسكرية .. بالمفاوضات السياسية .. والاتفاقيات لا تكون سوى مناورات في اللعبة السياسية .. فكل طرف يكون منهمكا بمناورات معقدة من وراء ظهر الطرف الآخر في محاولة لضمان مصالحه السياسية والاقتصادية .. وهذا ما جرى للعرب من اصدقائهم البريطانيين وحلفائهم .

اصدرت الخارجية البريطانية تصريحها المسمى “وعد بلفور” .. الذي وعدت فيه اليهود باقامة وطن قومي لهم في فلسطين العربية .. وتحول الحلم الصهيوني إلى حقيقة .. وتحول الواقع الفلسطيني الى كابوس .. ورغم ان الوعد نص على احترام الحقوق الدينية والمدنية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين .. فانه لم يحدد غير اليهود بالاسم .. ولم يحترم حقوقهم الدينية والمدنية ولم يضمنها .. ولم يذكر لهم اي حقوق سياسية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى