عباسية فرغلي أول مصرية تحصل على رخصة قيادة لسيارات عام 1920
اشتهرت بعشقها للسيارات وسمحت لها ظروفها العائلية الميسورة الحال بتعلم القيادة لتجد بها متعتها الخاصة وسط زميلاتها اللاتى اعتادت على التميز وسطهن فى مجتمع عرف حرية المرأة رغم ما يبدو عليه من جمود ظاهرى، لتكون الفتاة لديهم ملكة متوجة عليها أن تحلم وأحلامها مجابة، إنها عباسية أحمد فرغلى الفتاة الصعيدية، وأول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارة منذ ما يزيد عن 97 عاماً من الآن.
نشأت فى مجتمع محافظ للغاية بمدينة أبو تيج فى الصعيد المصرى، الشهير بقبضته الحديدية على المرأة وخضوعها لذكور عائلتها، ليثبت الواقع عكس النظرية، فالمرأة الصعيدية منذ قديم الأزل كانت واحدة من أقوى النساء وسط بنات جيلها ويحسب لرغباتها ألف حساب، وخير دليل على هذا، عباسية فرغلى، الفتاة الصعيدية التى تعلمت بكبرى المدارس الأجنبية، وعاشت بالإسكندرية لتكمل دراستها بكل حرية فى الدول الأوروبية وفى مقدمتها فرنسا وإنجلترا.
كل السطور الماضية قد تنطبق على أكثر من فتاة صعيدية تنتمى لجذور عائلية ميسورة الحال ، أما عباسية فكانت مميزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وساعدها على ذلك والدها وشقيقها الباشا المتفتح العقلية لدرجة أنه ساعدها على الحصول على رخصة قيادة السيارات فى وقت كان صوت المرأة به عورة، وأقصى طموحات بنات الطبقة الميسورة الحال منها حضور دروس الرقص والاتيكيت ليكتفين بكونهن فتيات مدللات، أما عباسية فانتصرت لحلمها بأن أصبحت أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارات .
بدأت قصة عباسية بمدينة أبو تيج بصعيد مصر، حين كانت طفلة تنبهر برؤية سيارة والدها وهى تجرى بسلاسة وسط الحقول الخضراء والترعة الممتدة فى شكل سينمائى بديع لتصبح نسمات الهواء من شباك العربة تثير نشوتها، لتتلألأ أحلامها وهى تجرى بالسيارة بكامل حريتها وتبرز يومًا بعد يوم أمام عينها لتكبر ويكبر حلمها معها، وساعدها على ذلك شقيقها الأكبر محمد أحمد فرغلى والشهير بملك القطن، حيث كان يمتلك أكبر شركات القطن فى مصر، حيث علمها القيادة وكانت تتسابق معه لتقرر أن تخرج من نطاق الصعيد وتقود بحرية فى كل مكان بمستوى الجمهورية.
انتقلت عباسية للدراسة فى مدينة الإسكندرية وتحديداً بمدرسة الجيزويت الفرنسية الابتدائية، والتحقت بجامعة فيكتوريا كوليج، لتسافر منها إلى انجلترا وينتهى بها المطاف إلى الاستقرار مع شقيقها بفرنسا لتعود حلم الحصول على رخصة قيادة أمام عينها من جديد فى مجتمع أكثر تحررًا، سمح لها أن تكون أول فتاة مصرية تحصل على رخصة قيادة وذلك تحديداً يوم الـ 24 من شهر يوليو عام 1920، أى منذ 97 عامًا من الآن قبل قيام ثورة 23 يوليو، لتعود إلى مصر وتمارس حقها الشرعى فى القيادة بحرية ويقول البعض أنها حصلت على الرخصة مرة أخرى بمصر ليصبح لرخصتها قيمة أثرية كبيرة جعلها تباع فى المزادات الأثرية.