بالفيديو .. طفل سعودي مقعد يمشي بعد رحلة علاج 12 عاما
acquire Antabuse أثارت قصة الطفل السعودي المقعد الذي خطا أولى خطواته في المشي بعد رحلة علاج استمرت 12 عاما ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت العربية ان الطفل سلطان مقبل عيد الشمري استطاع المشي بعد 12 عاما من العلاج للمرة الأولى وسط فرح عائلته التي لم تفقد الأمل في شفائه رغم اصابته بتلف بعض أعصاب المخ لديه التي أدت الى شلل في أطرافه.
والدة سلطان تحدثت عن لحظات صعبة عاشتها مع ولدها في رحلة علاجه، فهي جربت كل بصيص أمل قدم لها بدءاً من العلاج بالأدوية، ثم العلاج الطبيعي لمدة عام تقريباً، وليس انتهاءً بالسفر إلى الأردن ومتابعة العلاج هناك لمدة عامين.
وقالت: “كان تقريرهم أن لديه شحنات كهربائية، ولكننا لم نلحظ على سلطان أي تحسن، فقررنا علاجه بالعلاج الشعبي عن طريق (الكي بالنار)، ولم نلحظ تحسناً أيضاً، وعالجناه بالتدليك، وأيضاً لم يتحسن، وبعدها سافرنا للكويت مدة عام ونصف، وكان تقريرهم أن لديه خلايا بالدماغ ضعيفة، وكان علاجهم عبارة عن إبرة وفيتامينات، وكان هناك تحسن واضح، ولكن أرهقنا نفسياً ومادياً، خاصة أن العلاج كان يحتاج منا السفر باستمرار للكويت”.
سلطان الذي أصابه الشلل بعد أربعة أشهر فقط من ولادته نتيجة ارتفاع حرارته أثّر على مراكز العصب في المخ، عاد مع عائلته إلى مستشفى الملك خالد بالرياض، حيث طلب منها عمل أشعة مقطعية مرة ثانية، فرضخ والد سلطان للطلب ووافق، وكان عمره تقريباً خمس سنوات، وبعد ذلك قرروا أن لديه ضموراً.
وأوضحت والدة سلطان ما حدث قائلة: “بدأنا بعد هذا التشخيص رحلة جديدة من العلاج الطبيعي والأدوية بمستشفى الملك خالد ومستوصف خاص، بعدها أخذنا تحويلة من مستوصف خاص إلى جمعية الملك سلمان للمعاقين، وكان عمره تقريباً ست سنوات، وبدأ معهم علاجاً طبيعياً وتعليمياً وتعاونوا معنا”.
وأضافت: “زارنا الدكتور زايد الزايد بالجمعية أكثر من مرة، وقرر له عملية، ورفض والد سلطان، واستمررنا لمدة 4 سنوات، وعندما أكمل سلطان عشر سنوات حاول الدكتور زايد إقناع والد سلطان مرة أخرى بأهمية العملية، والحمد لله اقتنع وأجريت العملية وعمره عشر سنوات ونجحت”.
وتابعت: “تم عمل الجبيرة والاستمرار على العلاج الطبيعي، وقبل أن يكمل عاماً من العملية بدأ بمحاولة المشي من نفسه بدون أي مساعدة، واليوم ولله الحمد يستطيع أن يمشي ويذهب لأي مكان يريده، وأيضاً يذهب للمدرسة ويتعلم، وأيضاً استيعابه جيد”.
وحول شعورها وهي ترى ابنها يمشي لأول مرة، قالت: “شعوري لا يوصف، خاصة بعد مرحلة علاج طويلة، فكانت المشاعر متداخلة بين الفرح والدموع والسجود شكراً لله”.
بدوره، أوضح الدكتور زايد الزايد، رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ورئيس المجلس العلمي لجراحة العظام بالمملكة لـ”العربية.نت”، أن الطفل سلطان كان كغيره من الأطفال، حيث تمت معاينته عن طريق التعاون المشترك بين مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وجمعية الأطفال المعوقين بفرع حائل.
وقال: “أقوم بزيارة الفرع بحايل مرة كل 6 أشهر، ويتم فحص الأطفال بالعيادة المشتركة التي تتكون من الجراح ودكتور الأطفال وأخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي والسلوكي والجبائر والطفل والوالدين، وتتم دراسة حالة الطفل والتركيز على الأولويات بعد التشخيص الصحيح ورسم الخطة المناسبة التي تختلف من طفل إلى آخر، وبعد فترة من التأهيل المكثف مع مشاركة الأهل والدمج بالمجتمع المحيط، وهذا التكيف والاندماج شيء حساس”.
وأضاف: “العملية حلقة من عدة حلقات مترابطة ومتشابكة للوصول إلى سعادة الوالدين الغامرة التي لا توصف عندما يرى فلذة كبده يستطيع الاعتماد على نفسه. وهذه الفترة استمرت أكثر من سبع سنوات متواصلة من الجهد من التأهيل والتعليم واكتساب المهارات الواحدة بعد الأخرى لسلطان”.
وعن تفاصيل العملية، نوه بأنها استغرقت ساعة ونصف الساعة فقط، لكن التأهيل والتعود على المشي والتغلب على الصعاب أخذ الوقت الطويل.
وعن المعوقات التي واجهته مع علاج سلطان قال الدكتور زايد: “الإصابة الدماغية وتأثيرها على الجهاز الحركي. وأيضاً عدم المقدرة على التدخل المبكر”، مضيفاً أن من الأمور المميزة في حالة سلطان هو التفاعل الإيجابي من الوالدين، موضحاً أنه بعد عمر 12 عاماً، سيتم إخراج سلطان من مركز جمعية الأطفال المعوقين، “لذلك لا نستطيع إغفال جانب عن جانب مثلاً لا نستطيع أن نركز جل وقت سلطان بالتأهيل، ونترك جانب التعليم والنطق وغيره، فكل شيء مهم”.
https://www.youtube.com/watch?v=rgD9ucjQYMs