رياضة

البرازيل ترفع شعار “الرياضة للجميع .. في أي مكان وفي كل زمان”

سويفت نيوز_الخبر

9

ربما يرى كثيرون أن الموهبة الفطرية هي السبب الرئيسي في التفوق الرياضي للبرازيل خاصة في كرة القدم والكرة الطائرة ولكن الحقيقة أن السر الرئيسي وراء هذا التفوق يكمن في الشارع البرازيلي الذي يرفع شعار “الرياضة للجميع.. في أي مكان وفي كل زمان”.

وعلى مدار عقود طويلة حققت البرازيل العديد من الإنجازات الرياضية في لعبات مختلفة ويأتي في مقدمتها بالطبع فوز المنتخب البرازيلي لكرة القدم بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة.

والملاحظ أن الألقاب الخمسة لا تعبر عن حقبة زمنية واحدة ربما تكون شهدت طفرة في رياضة كرة القدم وإنما أحرز الفريق ألقابه في 1958 و1962 و1970 و1994 و2002 .

كما يزخر تاريخ البرازيل بإنجازات أخرى عديدة على مدار عقود طويلة وفي رياضات مختلفة منها الكرة الطائرة وسباقات سيارات فورمولا-1 .

وتركزت نظريات تطوير الرياضة في العقدين الماضيين على ضرورة الاستثمار ببذخ في المنشآت الرياضية والوسائل الحديثة لرفع معدلات اللياقة البدنية والارتقاء بالمستوى.

وفي ظل هذه النظريات التي تعتمد على التمويل في المقام الأول ، كان من المتوقع أن تفرض القارة الأوروبية هيمنتها بشكل مطلق لأنها الأكثر استثمارا في المجال الرياضي سواء على مستوى المنشآت أو الرواتب للاعبين والمدربين.

لكن طالما ضربت البرازيل بهذه النظريات عرض الحائط وتفوقت بالمهارة واللياقة البدنية والحماس على الاستثمارات الأوروبية في مجال الرياضة حتى قبل أن يدخل الاحتراف في كرة القدم مراحله التي يشاهدها العالم الآن حيث المليارات التي تنفق سنويا على تدعم الفرق بالنجوم وغيرها من أوجه الانفاق.

وحققت الرياضة البرازيلية العديد من الإنجازات في منتصف القرن الماضي بأنديتها ومنتخباتها في مواجهة الاستثمارات الأوروبية.

ولم يكن التفوق الرياضي قاصرا على الموهبة الفطرية وإنما اقترن بلياقة بدنية رائعة وحماس هائل تجاه الرياضة سواء من ممارسيها أو من المشجعين.

ويستطيع زائرو البرازيل خلال بطولة كأس العالم 2014 المقامة حاليا أن يتعرفوا على السبب الحقيقي وراء التطور الرياضي في البرازيل وكيف يمكن لأبناء السامبا أن يفرضوا كلمتهم العليا في الكثير من البطولات والمباريات.

ويرفع الشارع البرازيلي شعار “الرياضة للجميع.. في أي مكان وفي كل زمان” حيث يزيد عدد الممارسين الفعليين للرياضة كثيرا عن عدد المسجلين في الاتحادات الرياضية البرازيلية وذلك لأن الهدف من ممارسة الرياضة لدى أبناء السامبا يكمن في عشقهم لها واستمتاعهم بها قبل السعي للفوز بألقابها.

ولهذا ، تمارس الرياضة في كل مكان بالبرازيل وفي أي وقت وعلى مستوى مختلف الأعمار.

وبينما كانت مشاكل التنظيم في الاستادات وخارجها تثير سخط بعش المشاركين في البطولة أو المشجعين ، كانت ممارسة البرازيليين للرياضة التي تمثل جزءا لا يتجزأ من حياتهم مصدر إبهار لجميع الزائرين.

ويمكن مشاهدة عشق البرازيليين للرياضة في كل مكان ، ويأتي المثال الأبرز على شاطئ كوبا كابانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو أشهر المدن البرازيلية على الإطلاق.

ولا تقتصر الحياة في كوبا كابانا على الاستمتاع بالشاطئ والمياه الرائعة التي يفد إليها السائحون من كل مكان ليزاحموا البرازيليين في هذا الشاطئ الخلاب ، وإنما تحظى ممارسة الرياضة بنصيب وافر من الحياة على هذا الشاطئ حيث تنتشر ملاعب كرة القدم الشاطئية والكرة الطائرة الشاطئية والتنس الشاطئي وجميعها من الرياضات التي تتفوق فيها البرازيل.

وعلى بحيرة “جوايبا” في بورتو أليجري تنتشر أشكال مختلفة من الرياضة كرفع الأثقال وكرة القدم والركض والتريض حيث تنتشر أيضا أجهزة بدائية تستخدم لرفع معدلات اللياقة البدنية.

وفي مدينة كوريتيبا ، تنتشر مراكز الجيمانيزيوم الحديثة التي تمثل ظاهرة حقيقية في هذه المدينة التي تتسم بالطابع الأوروبي أكثر منه بطابع أمريكا الجنوبية. ويمكن مشاهدة رواد هذه المراكز من النوافذ الزجاجية الكبيرة التي صممت خصيصا ليمارس سكان هذه المدينة الرياضة خلال اندماجهم مع الحياة خارج هذه المراكز التي تعمل معظمها على مدار 24 ساعة يوميا.

وفي حدائق ومتنزهات العاصمة برازيليا ، يمكن مشاهدة وجه آخر للرياضة المنظمة حيث تتدرب مجموعات من الشباب تحت إشراف مدرين أو مشرفين يوجهونهم حتى دون أن تكون هذه المجموعات مرتبطة بأندية أو باتحادات رياضية معينة.

ويجد الشباب في هذه التدريبات متعة هائلة لا تقل عن متعة التنزه في الأماكن السياحية وعلى الشواطئ.

وحتى في شوارع مدينة بيلو هوريزونتي التي تتسم بانحدارها الشديد قد يجد الزائر فيها صعوبة للحركة والتنقل نظرا للجهد الكبير المبذول فيها ، حيث يمارس أبناء المدينة رياضة الركض والتريض وقيادة الدراجات بشكل ملحوظ.

وفي المدن التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة مثل فورتاليزا وماناوس وريسيفي ، يستمتع سكانها بممارسة الرياضة ويختارون لها أوقاتا مبكرة للغاية من الصباح أو متأخرة في المساء للتحايل على الظروف المناخية الصعبة.

المهم في النهاية أن يستمتع الجميع بالرياضة التي تمثل لهم عنصرا مهما للحياة مثل الماء والهواء وسرا للتفوق على الساحة العالمية من خلال تصدير الآلاف من الرياضيين إلى جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى