«كوستاريكا» تقلب المعادلات الاقتصادية في المونديال
سويفت نيوز_الخبر
لا يزال مونديال البرازيل 2014 يفجر لنا المفاجآت تلو الأخرى، على المستويين الرياضي والاقتصادي، وقد أكد هذا المونديال بأحداثه «المفاجئة» خطأ الكثير من النظريات الاقتصادية التي ربطت بين الإنفاق والاستثمار وضخ الأموال، وبين تحقيق النتائج الكروية المذهلة. والدليل خروج ثلاث مدارس كروية (اسبانيا، انجلترا، إيطاليا)، تعتبر اقتصاداتها الأقوى على مستوى العالم، وقد أنفق المسؤولون على إعداد المنتخبات فيها، ملايين الدولارات من أجل التحضير لهذا العرس الكروي العالمي، عدا عن القيمة السوقية (الضخمة) للاعبي المنتخبات الثلاثة والتي اقتربت مجتمعة من 2 مليار دولار، فيما لا تتجاوز القيمة السوقية للاعبي المنتخب الكوستاريكي الذي فجر أكبر مفاجآت المونديال الحالي بوصوله إلى الدور ربع النهائي من البطولة 20 مليون يورو.
تناقضات مثيرة
وقد شكل حلول المنتخب الكوستاريكي في المجموعة الرابعة في المونديال إلى جانب إيطاليا وإنجلترا والاورجواي، نموذجًا للتناقضات المثيرة للجدل في عالم كرة القدم نظرًا للفروقات (المالية) الشاسعة بين المنتخبات الثلاثة (الكبرى) والمنتخب الكوستاريكي (المغمور)، ورغم ذلك استطاع قهرهم وتصدر مجموعته بعد حصده 7 نقاط من أصل 9 نقاط متاحة بعد فوزين على ايطاليا والاورجواي وتعادل مع الانجليز.
وبنظرة سريعة على الواقع المالي لمنتخبي ايطاليا وانجلترا ومنتخب كوستاريكا نجد أن الفارق مهول على سبيل المثال بين راتب مدرب إنجلترا (روي هودجسون) الذي يتقاضى 5.87 مليون دولار سنويًا، وكذلك راتب مدرب المنتخب الايطالي سيزار برانديلى الذي يتقاضى سنويًا 4.2 مليون دولار، فيما يبلغ الراتب السنوي للمدرب خورخي لويس بينتو المدير الفني للمنتخب الكوستاريكي 440 ألف دولار فقط، ليحتل المركز السادس والعشرين في قائمة رواتب مدربي المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي.
أنفق الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم 765 مليون دولار على الكرة الإنجليزية في غضون خمس سنوات، مقابل 3.4 مليون دولار استثمرتها كوستاريكا في مجال اللعبة على مدار نفس الفترة.
القيمة السوقية للاعبين
وإذا انتقلنا إلى اللاعبين نجد أن القيمة السوقية للاعبي المنتخب الايطالي تبلغ قرابة 499 مليون دولار، أما لاعبي المنتخب الانجليزي فتبلغ قيمتهم السوقية 493 مليون دولار، فيما تذيلت كوستاريكا قائمة المنتخبات المشاركة في المونديال من حيث القيمة السوقية للاعبيها، التي لم تتعد 20.8 مليون يورو (27.8 مليون دولار(.
الإنفاق على الكرة
وفيما يتعلق بمنشآت كرة القدم، فنجد الفارق هائلاً بين ما تنفقه العديد من الدول الأوروبية على كرة القدم وما تنفقه كوستاريكا خاصة فيما يتعلق بمنشآت كرة القدم.
وعلى سبيل المثال، أنفق الاتحاد الإنجليزي للعبة 765 مليون دولار على الكرة الإنجليزية في غضون خمس سنوات، مقابل 3.4 مليون دولار استثمرتها كوستاريكا في مجال اللعبة على مدار نفس الفترة.
وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، أنشأ الاتحاد الإنجليزي مركز «سان جورج بارك»’ المتميز ليكون مقرًا لمعسكرات وتدريبات المنتخب الإنجليزي، حيث تبلغ مساحته عدة هيكتارات ويضم 12 ملعبا لكرة القدم كما تتواجد به أحدث الوسائل التقنية. وقد تكلف إنشاء هذا المركز الضخم 204 ملايين دولار أملا في تخريج أجيال جديدة من اللاعبين والمدربين. كما يخوض المنتخب الإنجليزي مبارياته على أرضه باستاد «ويمبلي» العريق الذي بلغت تكلفته 1.28 مليار دولار.
وعلى النقيض تمامًا، تأهل المنتخب الكوستاريكي إلى نهائيات كأس العالم بعدما استخدم الاستاد الوطني في بلاده مقرًا لمبارياته بالتصفيات، علمًا بأن هذا الاستاد أنشئ في 2011 بتكلفة بلغت 100 مليون دولار فقط حيث تبلغ سعته ثلث سعة استاد «ويمبلي».