حكايات تراثية محمد خضر الشريف
(ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء)!!
قال يوسف الكوفي :حججت ذات سنة، فإذا أنا برجل عند البيت وهو يقول: اللهم اغفر لي وما أراك تفعل !
فقلت: يا هذا، ما أعجب يأسك من عفو الله!
قال: إن لي ذنباً عظيماً ! فقلت: أخبرني .
قال : كنت مع يحيي بن محمد بالموصل، فأمرنا يومَ جمعة، فاعترضنا المسجد، فقتلنا ثلاثين ألفاً، ثم نادى مناديه: من علق سوطه على دار فالدار وما فيها له، فعلقت سوطي على دار ودخلتها، فإذا فيها رجل وامرأة وابنان لهما، فقدمت الرجل فقتلته، ثم قلت للمرأة: هاتي ما عندك! ولا ألحقت ابنيك به، فجاءتني بسبعة دنانير.
فقلت: هاتي ما عندك؟ فقالت: ما عندي غيرها، فقدّمت أحد ابنيها فقتلته
ثم قلت: هاتي ما عندك وإلا ألحقت الآخر به، فلما رأت الجد مني .
قالت: أرفق ! فإن عندي شيئًا كان أودعنيه أبوهما، فجاءتني بدرع مذهبة لم أر مثلها في حسنها، فجعلت أقلبها فإذا عليها مكتوب بالذهب :
إذا جار الأمير وحاجباه *** وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويـــل ثم ويـــل *** لقاضي الأرض من قاضي السماء
فسقط السيف من يدي وارتعدت ، وخرجت من وجهي إلى حيث ترى .