مقهى عكاظ يفتح باب السرد على ذاكرة المسرح السعودي في جلسته الرابعة

الطائف – خالد الجعيد:
احتضنت جمعية الثقافة والفنون بالطائف، الجلسة الرابعة من جلسات مقهى عكاظ الثقافي الفني، بعنوان «هكذا وجدتهم يكتبون»، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبحضور نخبة من المثقفين والمهتمين، إلى جانب متابعة واسعة عبر البث المباشر على منصة X.
والتي كان ضيفها ، المسرحي والمخرج والسينوغراف عبدالعزيز عبدالغني عسيري، في لقاء سردي تجاوز قراءة النصوص إلى الغوص في سير الكتابة المسرحية السعودية، ومساءلة الذاكرة الثقافية، ومناقشة مشروع جمع ونشر الأعمال المسرحية الكاملة لعدد من روّاد المسرح السعودي.
وفي مستهل الجلسة، رُحِّب بالحضور والمشاهدين، كما خُصِّصت فقرة لتكريم المشاركات التفاعلية المتميزة عبر وسم #مقهى_عكاظ، تقديرًا للوعي القرائي ، حيث قدّم مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي ، التكريم لكلٍ من عبدالله بن سمران و شادية الرياش.
وخلال حديثه، استعرض الأستاذ عبدالعزيز عسيري تجربته الممتدة في مراجعة وتحرير وتوثيق الأعمال المسرحية الكاملة لعدد من أعلام المسرح السعودي، موضحًا أن المشروع شكّل نقلة نوعية في حفظ النص المسرحي، وأسهم في كسر مقولة “صعوبة العثور على النص السعودي”، بعدما تم جمع ما يقارب 196 نصًا مسرحيًا، أصبحت مرجعًا للباحثين وطلبة الدراسات العليا.
كما قدّم الضيف قراءة تاريخية لتطور النص المسرحي عالميًا وعربيًا وسعوديًا، متوقفًا عند محطات مفصلية وأسماء بارزة، من بينها: محمد العثيم، عبدالرحمن المريخي، فهد ردة الحارثي، الدكتورة ملحة عبدالله، عباس الحايك، وسامي الجمعان، مسلطًا الضوء على تنوع الأساليب، واختلاف التقنيات، وتعدد المرجعيات الجمالية والفكرية.
وتناول اللقاء الذي اداره الأستاذ نواف بن فيصل مناقشة قضايا جوهرية، من أبرزها فقدان النصوص المسرحية وأهمية التوثيق، ودور المؤسسات الثقافية في حفظ الذاكرة الإبداعية، إضافة إلى حضور المرأة في النص المسرحي السعودي، الذي وصفه الضيف بأنه جاء متأخرًا لأسباب اجتماعية وثقافية، لكنه شهد تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الكتابة أو التمثيل.
وشهدت الجلسة مداخلات ثرية من الحضور، ركزت على أهمية المشروع بوصفه مشروعًا وطنيًا يتجاوز الأفراد والمؤسسات، وعلى دور النص المسرحي في تشكيل الوعي الثقافي، وعلاقته بالتحولات الاجتماعية، وموقعه بين الدراما الجادة والترفيهية، ومستقبل المسرح السعودي في ظل الانفتاح الثقافي الراهن.
واختُتمت الأمسية بالتأكيد على أن مقهى عكاظ بات منصة ثقافية حيوية تعيد الاعتبار للسرد، وتربط الحاضر بجذور الكتابة، وتفتح الحوار حول الأسئلة الكبرى للثقافة والفن.
وفي ختام الجلسة كرم مدير الجمعية المشاركين في الحوار داعياً الجمهور للاستمتاع بجلسة المقهى القادمة والمعنونة بـ “كيف تقرأ القصيدة الشعبية”




