ثقافة

صناعة الخوص والسعفيات تعزز ملامح الهوية المحلية في جناح إمارة منطقة الباحة بـ”واحة الأمن” في مهرجان الإبل

الباحة – واس :


تعكس صناعة الخوص والسعفيات جانبًا أصيلًا من ملامح الهوية الثقافية للمجتمع السعودي، وتمثل إحدى ركائز التراث الوطني المرتبطة بالإرث التاريخي العميق، بوصفها جسرًا يصل الماضي بالحاضر، ويخلد مهارات الآباء والأجداد الذين استثمروا البيئة المحيطة وابتكروا منها أدواتهم واحتياجاتهم بذكاء وحرفية عالية.
وتجسدت هذه الأهمية من خلال حضور الحرف اليدوية في جناح إمارة منطقة الباحة بمعرض وزارة الداخلية “واحة الأمن”، المقام ضمن فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، عبر مشاركة عدد من الحرفيات اللاتي قدمن تجارب حية أمام الزوار في صناعة الخوص وغزل الصوف، في مشهد يعكس إرثًا حضاريًا غنيًا يختزن ذاكرة المكان والإنسان، ويكتب تاريخًا طويلًا من الإبداع الجمعي.
وقدمت المشاركات نماذج متنوعة من المنتجات المصنوعة من سعف النخيل، من أبرزها الزنابيل، والمكاتل، والقفاف، والمحاصل، التي تتعدد استخداماتها بين حفظ الأطعمة وحملها، إضافة إلى المراوح اليدوية والحُصُر المستخدمة كمفارش، إلى جانب منتجات تحظى بإقبال مختلف الفئات العمرية، مثل الهدايا العطرية المعروفة محليًا بـ”الصوغة”، وقبعات الرأس المعروفة بـ”الطفشة”، وهي قبعة خوص عريضة ذات تجويف يغطي الرأس، وتكون واسعة من الأمام لحماية الوجه، وتستخدم عند الخروج للعمل أو إلى الحقول.
وتمر صناعة هذه المنتجات بعدة مراحل تبدأ بتجهيز سعف النخيل بوصفه المكون الرئيس، إلى جانب استخدام المخارز والإبر، لتنتهي بتحف فنية مزخرفة تجمع بين البساطة والجمال، وتعكس مهارة الصانع ودقة التفاصيل، بما يجعل هذه الحرف جسورًا حية تربط الماضي بالحاضر.
وخلال عمليات التجهيز، تحرص المشاركات على إضفاء البعد الجمالي على المشغولات، من خلال تلوين سعف النخيل بألوان متعددة تُحضّر بمزج الألوان الرئيسة لهذه الصناعة، وهي الأحمر والأخضر والأزرق، لتكتسب المنتجات طابعًا بصريًا جذابًا يزيد من قبولها وطلبها لدى الزوار.
وشكلت هذه المشغولات معرضًا تراثيًا داخل الجناح، لفت أنظار زوار مهرجان الإبل وأثار تفاعلهم وحواراتهم حول تفاصيلها واستخداماتها، فيما حرص كثير منهم على ارتداء بعض المنتجات أثناء تجوالهم في الجناح والتقاط الصور التذكارية، في مشهد يعكس حضور الحرف اليدوية كعنصر حي من عناصر الهوية الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى