التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب… عشرة أعوام من العمل المشترك وترسيخ الأمن الجماعي

الرياض – واس :
يُحيي التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اليوم الخامس عشر من ديسمبر العام 2025 الذكرى العاشرة لتأسيسه، في محطة تاريخية تُجسّد عقدًا كاملًا من العمل المؤسسي المشترك، والجهود المتكاملة، والمبادرات النوعية التي أسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار، ومواجهة خطر الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، على المستويين الإقليمي والدولي.
وجاء تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- انطلاقًا من رؤية إستراتيجية راسخة تؤمن بأهمية توحيد الصف الإسلامي، وتعزيز التعاون بين الدول، لمواجهة الإرهاب باعتباره تهديدًا عابرًا للحدود لا يستهدف دولة بعينها، بل يهدد أمن المجتمعات واستقرارها وقيمها.
وشهد التحالف تدشينه الرسمي في ديسمبر 2015م برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله –، في خطوة مفصلية نقلت المبادرة من إطارها الفكري إلى كيان مؤسسي فاعل، يتمتع برؤية واضحة، وهيكل تنظيمي متكامل، ومنهجية عمل تقوم على الشراكة، وبناء القدرات، وتكامل الجهود بين الدول الأعضاء.
وشكّل تولي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي، رئاسة مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في عام 2023م محطة مفصلية في مسيرة التحالف، حيث مثّل ذلك انتقالًا نوعيًا في مستوى الإشراف والحوكمة، وبداية مرحلة جديدة من المتابعة المباشرة لأعماله وبرامجه ومبادراته. وأسهمت هذه الرئاسة في تعزيز الزخم الإستراتيجي للتحالف، وتوجيه مساراته بما ينسجم مع المتغيرات الأمنية المعاصرة، ويرسخ فاعلية العمل المشترك، ويضمن استدامة الأداء المؤسسي، ورفع مستوى التنسيق بين الدول الأعضاء، بما يدعم تحقيق أهداف التحالف في مواجهة الإرهاب والتطرف بكفاءة واحترافية عالية.
وتعزز هذا الدور القيادي مع ما أعلنه سموه الكريم خلال الاجتماع الثاني لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في فبراير من العام 2024، حيث أكد دعم المملكة العربية السعودية لمسيرة التحالف من خلال تخصيص دعم مالي قدره (100) مليون ريال سعودي، إلى جانب اعتماد (46) برنامجًا تدريبيًا متخصصًا تُقدَّم كمنح لمرشحي الدول الأعضاء، في إطار دعم بناء القدرات ورفع الجاهزية المؤسسية. كما أعلن سموه عن دعم المملكة لبرنامج دول الساحل، بوصفه أحد المسارات الإستراتيجية لمواجهة الإرهاب والتطرف في واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالتحديات الأمنية، بما يعكس التزام المملكة بدعم الجهود الجماعية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ومساندة الدول الأعضاء في التصدي للتهديدات الإرهابية وفق نهج شامل ومستدام.
وخلال عشرة أعوام، نجح التحالف في ترسيخ نموذج عمل متكامل يقوم على أربعة مجالات رئيسية: الفكري، والإعلامي، ومحاربة تمويل الإرهاب، والعسكري، حيث نفّذ عشرات المبادرات الإستراتيجية، ومئات البرامج التدريبية والتأهيلية، واستفاد من برامجه آلاف المتدربين من الدول الأعضاء، بما أسهم في رفع الجاهزية الوطنية، وبناء قدرات مؤسسية مستدامة، وتعزيز كفاءة الكوادر المتخصصة في مواجهة التحديات الأمنية والفكرية المعاصرة.
كما عمل التحالف على تطوير أدواته في مواجهة الفكر المتطرف وتحليل الخطاب الإرهابي، وتعزيز العمل الإعلامي المهني لمجابهة الدعاية المتطرفة، إلى جانب دعمه للجهود الدولية في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، ورفع الكفاءة العملياتية للقوات العسكرية عبر برامج وتدريبات نوعية تحاكي التهديدات الواقعية والمتغيرة.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أكد الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي أن الذكرى العاشرة لتأسيس التحالف تمثل محطة تاريخية مهمة لتقييم المسيرة، واستشراف المستقبل، وتعزيز العمل المشترك، مشيرًا إلى أن التحالف انطلق برؤية واضحة وإرادة صادقة لمواجهة الإرهاب كتهديدٍ مشترك يستوجب تكاتف الجهود وتكاملها.
وأفاد أن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أُسس ليكون مشروعًا مؤسسيًا متكاملًا مبنيًّا على رؤية قيادية حكيمة، ودعمٍ مستمر، وعملٍ تشاركي بين الدول الأعضاء، ونجح خلال عشرة أعوام في بناء نموذج فاعل يقوم على تطوير القدرات، وتعزيز الجاهزية، ومواجهة الإرهاب بجميع أبعاده الفكرية والإعلامية والمالية والعسكرية.
وأبان أن التحالف، وبدعم غير محدود من المملكة العربية السعودية، استطاع تنفيذ مبادرات إستراتيجية وبرامج نوعية أسهمت في رفع كفاءة الكوادر الوطنية في الدول الأعضاء، وتعزيز قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية المعاصرة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا نوعيًا في المبادرات، وتركيزًا أكبر على الاستدامة، ونقل المعرفة، وتعميق الشراكات الإقليمية والدولية. مؤكدًا في الوقت ذاته التزام التحالف الإسلامي بمواصلة العمل بروح المسؤولية المشتركة، وبما ينسجم مع تطلعات القيادة حفظها الله، ويخدم أمن دولنا ومجتمعاتنا، ويعزز قيم الاعتدال والسلم.
وتُمثل الذكرى العاشرة لتأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب تأكيدًا على التزام الدول الأعضاء بمسؤولياتها الجماعية، واستمرار العمل المشترك بروح الشراكة والتكامل، وتجديد العزم على المضي قدمًا في تعزيز الأمن والسلم، وترسيخ قيم الاعتدال، وحماية المجتمعات من آفة الإرهاب، استنادًا إلى رؤية إستراتيجية تستشرف المستقبل، وتستند إلى الإرادة السياسية والدعم المستدام.




