معرض جدة للكتاب مساحة مفتوحة تعكس علاقة المجتمع بالمعرفة

جدة – واس :
يرسخ معرض جدة للكتاب 2025 حضوره بوصفه أحد أكبر التظاهرات الثقافية في المنطقة، بمشاركة أكثر من ألف دار نشر ووكالة محلية وإقليمية، وممثلين من (24) دولة، ضمن مشهد يعكس تنوع صناعة النشر واتساع دوائرها.
وفي يومه الرابع شهد المعرض إقبالاً من مختلف فئات المجتمع، طلابٌ وأسرٌ ومثقفون وصناع محتوى، وقراء يبحثون عن لحظة مع كتاب أو فكرة أو حوار، فأصبح مساحة مفتوحة تعكس علاقة المجتمع بالمعرفة، وتعيد الاعتبار للقراءة بصفتها فعل وعي وهوية.
وتتوزع الفعاليات المصاحبة، التي تجاوز عددها (170) فعالية نوعية، بين منصات توقيع الكتب، والجلسات الحوارية التي تجاوزت (25) جلسة، وورش العمل التفاعلية التي قاربت (40) ورشة، إلى جانب مشاركة أكثر من (80) متحدثًا بارزًا، اجتمعوا في فضاء واحد لصناعة تجربة معرفية لا تكتفي بالعرض، بل تفتح أبواب النقاش والتفاعل المباشر بين القارئ والمؤلف، وبين الفكرة وسياقها الاجتماعي.
ويمثل معرض جدة للكتاب منصة سنوية تجمع الناشرين والمؤلفين والمترجمين وصناع المحتوى في بيئة تفاعلية تتيح تبادل الخبرات، وتقديم محتوى معرفي يلامس احتياجات الجمهور، ويواكب تحولات المجتمع، كما يشكل واجهة ثقافية وملتقى للإبداع، يسهم في تعزيز الحراك الثقافي وتوسيع حضور الإنتاج الأدبي محليًّا وإقليميًّا، ويؤكد أن الثقافة ليست نشاطًا نخبويًّا، بل ممارسة يومية تنمو بالاحتكاك والحوار.
وتنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة المعرض ضمن رؤيتها لدعم صناعة النشر وتطوير سلسلة القيمة المعرفية، وتوسيع الشراكات داخل المملكة وخارجها، إلى جانب تمكين التجارب السعودية الصاعدة، وتقديم برامج تسهم في ترسيخ القراءة كأسلوب حياة، والارتقاء بجدة وجهة ثقافيةً تحتضن الأدب والمعرفة في صورة حيوية متجددة.
ويعد معرض جدة للكتاب مرآة لمجتمع يقرأ، ويتحاور، ويبحث عن ذاته في النصوص والأفكار، وحيث يلتقي الكتاب بالناس، تستعيد الثقافة دورها الطبيعي قوةً ناعمةً تصنع الوعي، وتؤكد أن “اقرأ” ليست كلمة من الماضي، بل مشروع حاضر ومستقبل.




