نيوميديا

فنسنت بيرن مهندس الاستراتيجيات بين الصحافة والأعمال .. ضيف المنتدى السعودي للإعلام 2026

الرياض – سويفت نيوز :

يُعد فنسنت بيرن أحد المهندسين القلائل، الذين أعادوا رسم خرائط النماذج الاقتصادية لوسائل الإعلام حول العالم، وفيما يستعد لطرح رؤاه كمتحدث ضمن المتحدثين في المنتدى السعودي للإعلام 2026، تبرز مسيرته كخارطة طريق للمؤسسات، التي تبحث عن طوق نجاة في بحر المتغيرات الرقمية، وعندما تقف مثل فنسنت على رأس منظمة عالمية تمثل مصالح أكثر من 3000 مؤسسة إخبارية في 120 دولة، فإن مهمتك تتجاوز حدود الإدارة التقليدية؛ لتصبح اشتباكاً يومياً مع أسئلة البقاء والنمو، وهذه هي المساحة التي يتحرك فيها بيرن، الرجل الذي لا يرى في الإعلام مجرد محتوى، بل منظومة اقتصادية وثقافية معقدة تحتاج إلى إعادة هندسة مستمرة.
ولم يهبط بيرن إلى قمة الهرم الإداري بالمظلة، بل صعد إليه عبر تدرج مهني مدروس جمع بين صخب غرف الأخبار وهدوء مكاتب التخطيط السياسي، ويُنظر إليه في الأوساط الإعلامية الأوروبية بوصفه رجل التقاطعات الصعبة؛ فهو الذي بنى مسيرته عند نقطة التلاقي بين الصحافة كرسالة، والأعمال كضرورة، والتكنولوجيا كمحرك للتغيير.
وبدأت ملامح شخصية بيرن المهنية تتشكل في فرنسا، حيث خاض تجربة العمل الميداني والتحريري في مؤسسات عريقة ومتباينة التوجهات، حيث تنقل بين أروقة صحيفة “لا تريبيون” (La Tribune) الاقتصادية، وصحيفة “ليبراسيون” (Libération) ذات الطابع السياسي والثقافي في باريس، وصولاً إلى الصحافة الإقليمية عبر “سود ويست” (Sud-Ouest) في بوردو، وهذا التنوع منحه فهماً عميقاً بأن أزمة الصحافة ليست واحدة في كل مكان.
لكن النقلة النوعية في مساره كانت عندما مزج الخبرة الصحفية بالرؤية السياسية والاستراتيجية، حين شغل منصب مستشار أول لوزير الثقافة والاتصال الفرنسي، وهناك، أدرك أن القوانين والسياسات العامة هي العمود الفقري الذي يحمي الإبداع، ولاحقاً، انتقل إلى سويسرا ليتولى منصب رئيس التطوير في مجموعة “Edipresse” (المعروفة اليوم بـ TAMEDIA)، ليختبر عملياً كيف يمكن للمؤسسات التقليدية أن تتكيف مع العصر الجديد.
وتجلت ذروة مسيرته المهنية في توليه منصب الرئيس التنفيذي للاتحاد العالمي لناشري الأخبار “WAN-IFRA”، ففي هذا الموقع، لم يكن بيرن مجرد واجهة دبلوماسية، بل كان محركاً للتغيير، وقاد الاتحاد للدفاع عن حرية الصحافة ليس كشعار رومانسي، بل كركيزة لنموذج اقتصادي مستدام، وركزت استراتيجيته على تبادل المعرفة بين 60 جمعية مهنية وطنية، دافعاً في اتجاه تبني نماذج أعمال مرنة قادرة على الصمود أمام هيمنة المنصات الرقمية الكبرى.
وخلف هذه الألقاب الكبيرة، يظهر الجانب الإنساني لفنسنت كشخصية عملية لا تكتفي برسم الخطوط العريضة، ويُعرف عنه اهتمامه بالتفاصيل التنفيذية، ويتميز بأسلوب قيادي هادئ ولكنه حازم، يميل إلى التحليل القائم على الأرقام ورؤى المستهلك بدلاً من الانطباعات العاطفية، ويراه المقربون منه مفاوضاً بارعاً ومستمعاً جيداً، يمتلك قدرة نادرة على تفكيك المشكلات المعقدة إلى خطوات قابلة للتنفيذ.
واليوم، ومع عمله كمستشار استراتيجي أول، ومشاركته المرتقبة في المنتدى السعودي للإعلام 2026، يواصل فنسنت بيرن تقديم رؤيته لقطاع الإعلام، وتظل مسيرته دليلاً حياً على أن إنقاذ الصحافة لا يتطلب فقط أقلاماً جيدة، بل يحتاج إلى عقول تجارية ذكية تفهم لغة العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى