د. محمد خضر الشريف متحدثا عن الشاعر الوزير: عبد العزيز خوجة يعزف سيمفونية الشعر بكيمياء الإعلام!

جدة – سويفت نيوز :
وصف الإعلامي والشاعر والمؤلف الدكتور محمد خضر الشريف، معالي الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام الأسبق بأنه الشاعر الذي يعزف سيمفونية الشعر بكيمياء الإعلام
وقال وهو يتحدث عن الأخلاق الدمثة والتواضع الجم للشاعر والإعلامي والمثقف الكبير د. خوجة:إن هذا الرجل يعتبر بصمة ثلاثية الأبعاء؛ إذ جمع بين الشاعرية المرهفة وبين الثقافة المنوعة وبين الكيمياء التي هي تخصصه وتعامل بها مع كل من الشعر والإعلام بالتفاعل الجيد وتسخيرها في هذين المجالين بالشكل الذي خدم الثقافة في الوقت الذي خدم الإعلام نفسه.
في البداية قال د. خضر:
لم يتح لي لقاء هذا الرجل العملاق ديبلوماسية والسامق شعرا والموغل أدبا جما وأخلاقا دمثة معالي الوزير والسفير الشاعر الدكتور عبد العزيز خوجة، أيام وهح الصحافة التي كنا نتوهج تألقا بوهجها والذي كان سنا برقه يكاد يذهب بالأبصار، حتى شاء الله أن ألتقيه في موقف مفاجئ حمل توافقا عجيبا مثل عشرات المواقف العجيبة والغرببة التي حدثت معي ونشرت معظمها سابقا..
طريق الهجرة سبب اللقاء
واستطرد قائلا: ولنبدأ الحكاية من أولها.. نشرتُ في صحيفة”المدينة”موضوعا مهما جدا تمثل في فريق أثري سعودي اكتشف نقوشا جديدة وآثارا حديثة في طريق الهجرة النبوية على الساحل وتم توثيق هذا في كتاب حمل العنوان نفسه ودشنه أعضاء الفريق على شرف حصور الدكتور الوزير عبد العزيز خوجة، وبعض وجهاء المجتمع في كل من جدة ومكة والمدبنة..ولما فاتني حضور المناسبة وحدث بيني وبين أحد الزملاء الإعلاميين القدامى أصدقاء الوزير (الزميل كمال عبد القادر) مكالمة حول الموضوع المهم قلت له لو نما إلى سمعك مناسبة أخرى يحضر فيها د خوجة، فضلا أشعرني قال لم أعد لي ثقل لحضور المناسبات لكن حاضر وانتهت مكالمتنا.
في الليلة نفسها خاطبني أحد الزملاء الإعلاميبن القدامى أيضا(د.صبحي الحداد) أين أنت؟ في البيت. أجل اجهز سنحضر مناسبة لثلوثية جداوية، وحثثنا السير مساء، ودخلتا مجلس القوم (نور الدين محمد زيني)، والذي دخلته اول مرة فقام صاحبه يسلم ويتعرف علي بصحبة صديقي، وإذا بنا نلمح في صدر المجلس الوزير الدكتور عبد العزيز خوجة، فصافحته وعرفته بنفسي مخاطبه: سبحان الله من سويعات فقط حدث بيني وبين الزميل (كمال عبد القادر) حديث عنكم وطلبت منه لو ثم مناسبة لكم يشعرني لأحضر وتكتحل عيناي برؤيتكم الكريمة وها أنا ذا أحضر ولا اعلم انكم هنا ولامرافقي بعلم؛ فسبحان الله الذي حقق الخاطر وتم المراد من رب العباد، وتطرقنا لموضوع تدشين كتاب طريق الهجرة النبوية الذي أشاد بنشر “المدينة” له بهذا الشكل الطيب. وطلب مني ارسال نسخة من الموضوع .
سيمفونية الشعر
تواصلنا بعدها رسائل شعرية، أهديه جديد قصائدي وبعضا مما أعتز به وهو يرسل لي أيضا من شعره مما يعتز به ومنها قصيدته باب الهدى والتي أتت سفرا في عشرة صفحات بلغ فيها الشأو شعرا والمجد أديا، وله الحق أن يقول إنها قصيدة يعتز بها كثيرا
وجدت في قصيدته شاعرا مفلقا ينسج أبياته بخيوط حريرية من قشيب الألفاظ وسمو المعاني وهو يعزف سيمفونية شعرية بأنامل ماهرة فيأخذك إلى عالمه الشعري العلوي أخذا؛ فتستشعر أنه يقودك وأنت مسبل العينين أسير لفظه ومعناه.
وأمام سمفونيته الشعرية وجدتني أبادله التحية بمثلها؛ فأرسل له معلقتي الشعرية (القوافي العسجدية) وهي خاصة في مدح سيد البرية صلى الله عليه وسلم والتي أتت في 160 بيتا حواها عشرون مقطعا مابين رئيسي وفرعي..بالإضافة إلى 16 مقطعا تعقيبيا على المعلقة من شعراء وأدباء ومفكرين ومثقفبن من المملكة العربية السعودية وبلدان عربية شتى.. وبعد تعقيبه عليها ارتقت المعلقة إلى200 بيت أي معلتقين في معلقة !!
أخلاق الكبار
فأتحفني معاليه بهذه القراءة السريعة فور قراءته للديوان برسالة تقطر أدبا جما وتواضع العظماء وأخلاق الكرماء قال فيها نصا:
سيدي الشريف الأديب الكبير والشاعر العملاق/
محمد خضر الشريف..
هنيئا لكم بهذا العطاء الرباني في حب سيد الأولين والآخرين،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
إنها ملحمة شعرية عبقرية البناء يتدفق منها صدق المحبة وانوار السيرة العطرة.
لقد تشرفت بقرائتها، أسال الله ان يرفع درجاتك ويزيدك إبداعا وعلوا.
محبكم/ عبدالعزيز محي الدين خوجه
ملك القريض
يضيف د. خضر بقوله : وأمام هذه الرسالة الجليلة وجدتني أنسج في معاليه هذه الخماسية الشعرية بعنوان “ملك القريض” .. وهي من باب (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها).. ولعلها تفي بحق الرد، إن قصّرتْ عن حق أحسن الرد،قلتُ فيها:
يامعشر الشعراء هذا شيخكم
لبس القوافي والروّي رداءُ
عبدُ العزيز خوجةٌ وهو الذي
حاز المكارم والأصولُ بهاءُ
ملكٌ إذا نظم القريض بحسنه
رقص القريض وغنت الجوزاء
قد جاءكم يسعى بشعر عسجدٍ
فيه الجواهر والكنوز ثراءُ
قوموا له أدوا التحية بالرضا
فلمثله قام الحضورُ وجاؤوا
عبقري الشعر
فعقب معاليه بأدبه الجم وتواضعه المخجل لي قائلا:
” الله يحفظك انا تلميذ في مدرستكم لكنها أبيات اعتز بها وافتخربها وهي شهادة من عبقري الشعر والأدب .. شكرا سيدي على حسن ظنكم”..
وأمام كتلة التواضع هده مت خجلا منه وحياءً، ورددت بقولي: العفو العفو “والله ثم والله ثم والله تستحق لقب ملك القريض وبجدارة ؛ فنحن نتعلم منكم همس القوافي ونبض المشاعر، صاحب المشاعر وصاحب المعالي والخلق العالي”.
كيميائي الإعلام
يواصل الدكتور خضر حديثه عن الجانب الآخر وهو الجانب الإعلامي لدى الدكتور عبد العزيز خوجه فيقول:
هذا عن الدكتور خوجه وسيمفونية الشعر، أما كيمياء الإعلام فله فلسفة فيه كما له فلسفة كيمياء الشعر أفصح عنها في حواره الماتع والشيق مع”المدينة” والذي أجراه معه الزميل شريف قنديل، قال عنها :”الكيمياء مادَّة جافَّة، وكان يُعتقد في المرحلة الثانويَّة والجامعيَّة أنَّها مادَّة جافَّة، لكن إذا عرفت سر ميكانيكيَّة التفاعل في الكيمياء، ستعرف أنَّها عمليَّة جميلة للغاية، بل عمليَّة إبداعيَّة، كأنَّك تكتب شعرًا، وتستطيع أنْ تبدع وأنت تجمع معنى من هنا، وآخر من هناك، في أجواء إبداعيَّة جميلة، ولذلك ترى الإبداع في منتجات الأدوية، وكافَّة الصناعات؛ نتيجة هذا التفكير وهذا الإبداع”.
العمل الإعلامي مرهق
يضيف د. خضر:
هذا رأيه عن الكيمياء والشعر أما الكيمياء والإعلام فقال معاليه:
الإعلام عالم متغيِّر ومتوتر، ويجب أنْ يكون حضور الإنسان فيه 24 ساعة. لقد قضيتُ فترتين في الإعلام.. الأولى وكيلًا للوزارة، والثانية وزيرًا.. وأستطيع أنْ أقول إنَّ الإعلام وضعه مختلف تمامًا، ومَن يتصدَّى للإعلام عمومًا ينبغي بالفعل أنْ يكون مخلصًا، لمهنته، ورسالته، ولبلده، إنَّه عمل مرهق، وعمل إبداعي في الوقت ذاته، وينبغي للمرء أنْ يدرك أبعاد كل حدث، وحساسيته، وخطورته، وما وراءه، ومن ثمَّ يمتلك القدرة على تحليلها وتقديمها لولاة الأمر، واضحة جليَّة وناصعة، وبطبيعة الحال يختلف الحدث من بلد لآخر، ومن ثمَّ تختلف مسبباته وظروفه. إنَّ العمل الإبداعي عمومًا عمل مرهق، وينبغي أنْ يكون الإعلامي في أيَّ موقع منتبهًا ويقظًا، سواء كان صحفيًّا، أو مذيعًا، أو محاورًا، أو مُعدًّا، أو مُخرجًا.. خصوصًا في وقتنا الحاضر بعد أنْ تشعَّبت عناصر وأدوات الإعلام بفعل التواصل الاجتماعيِّ، واختلاط الحقيقة بالزَّيف. إنَّها المهمَّة الأصعب خاصَّة بالنسبة للسياسي أو المسؤول، أو لكل مَن يسعى للوصول إلى الحقيقة وإظهارها.. وفي نفس الوقت فإنَّ السيل الإعلامي ينهمر ويتدفَّق، بلا حدود، وظهر الذكاء الاصطناعي غير المنضبط، كما برزت ظواهر وأدوات تقلب الحق باطلًا، والعكس.. لقد رأينا رؤساء دول يتكلمون، وهم لا يتكلمون، وأشياء كثيرة وخطيرة من هذا القبيل، ومن ثم على الإعلامي أنْ يدرك خطورة الأمر”.
ويختم د. خضر الشريف بقوله : وأمام هذا الشرح التفصيلي منه لفلسفة الكيمياء الشعرية والإعلامية لا أستطيع إضافة أخرى على كلامه، ولسان حالي يردد المثل العربي الشهير: ” قطعت جهيزة قول كل خطيب”!!
لله درك صاحب المعالي الوزير الشاعر والسفير المبهج والديبلوماسي الكيميائي والأديب المثقف السامي أدبا وخلقا والسامق شعرا وثقافة.



