سمكة “الأرنب” السامة والسلطعون الأزرق.. أسماك دخيلة تغزو السواحل التونسية

تونس- واس:
دق متخصصون في المجال البحري وصيادون في تونس ناقوس الخطر؛ إثر رصد اجتياح كائنات بحرية غريبة عن مياه البحر الأبيض المتوسط للسواحل التونسية والدمار الإيكولوجي (علم دراسة التفاعلات بين الكائنات الحية وبيئتها) الذي أحدثته هذه الكائنات.
وتمثل ظاهرة تنقل بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية إلى السواحل التونسية أحد الموضوعات البيئية المثيرة للجدل في تونس، إذ أثارت الأخبار عن رصد انتشار سمكة الأرنب السامة أو السمكة “الفوغو” بعرض السواحل التونسية مخاوف كبيرة ضجت بها أوساط الصيادين.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في مجال العلوم البحرية بكلية العلوم بتونس، حامد ملاط، أن هذا النوع من الأسماك دخيل على حوض البحر الأبيض المتوسط، ورُصِد منذ سنوات، لكنه أصبح يتكاثر بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة في السواحل التونسية، فاستدعى ذلك حسب رأيه، مزيدًا من الحذر ومنع ترويجه، ولا سيما أنه يعد من الأسماك السامة المعادية للبشر، مبينًا أن هذا الصنف بات يسبب مشاكل كبيرة للصيادين، وأن تناولها يمكن أن يتسبب في الإصابة بالشلل وتعطل الجهاز التنفسي والعصبي، ويؤدي إلى الوفاة.
ومن الكائنات الدخيلة التي اجتاحت السواحل التونسية في السنوات الأخيرة أيضًا “السلطعون الأزرق”، وهو من فصيلة القشريات المفترسة، وموطنه الأصلي في المحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر الأحمر، وسُجل أول ظهور له في المياه التونسية سنة 2014 بعد أن عبر إلى مياه المتوسط، ثم تكاثر بصورة كبيرة، وبدأ في التوسع في المنطقة لينتشر في أغلب المناطق الجنوبية والشرقية لخليج قابس التونسي. وقد ألحق تكاثره السريع الضرر بنشاط الصيد في تونس بسبب إتلافه للشباك، وهو يتغذى خاصة على القشريات باهظة الثمن كالجمبري كبير الحجم والحبار والأخطبوط.
وأرجع متخصصون في الشأن البيئي أسباب اجتياح هذه الكائنات لمياه المتوسط إلى عدة عوامل، من أبرزها التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية والنشاط البشري على النظم البيئية البحرية.
ويحدث هذا الانتشار إما طبيعيًّا، أي أن الحيوان البحري يغير مكان عيشه، أو بأثر خارجي، وعادة ما يكون الإنسان وراء انتقال هذه الكائنات من مكان إلى آخر، إما عبر السفن أو لدوافع أخرى، ويعد ارتفاع درجات حرارة المياه من العوامل الرئيسة التي أدت إلى تغييرات في توزيع الأنواع البحرية، وأسهمت درجات الحرارة المرتفعة في تغيير الأنماط الهجرية للأسماك؛ مما أجبر بعض الأنواع على البحث عن بيئات جديدة تتناسب مع احتياجاتها.
ويشير الخبراء إلى الكثير من الآثار السلبية لاجتياح أنواع جديدة من الكائنات البحرية للسواحل التونسية، من أهمها التأثير في التنوع البيولوجي، إذ يمكن أن يؤدي دخول أنواع جديدة إلى منافسة بينها وبين الأنواع المحلية؛ مما يضع الكثير من الأنواع الأصلية في خطر الانقراض، وهذا التنافس يؤثر أيضًا على توازن النظام البيئي.



