حين يُهان التاريخ عند بوابات الأندية

بقلم – محمد البكر :
من المؤسف أن تتحول بعض أنديتنا إلى أماكن غريبة على من صنعوا مجدها ، وأن يُمنع لاعب قديم أو نجم كبير من دخول مقر ناديه الذي أفنى شبابه في خدمته . إنها ظاهرة مزعجة وغير مقبولة ، لا تليق برياضة تُفاخر بتاريخها ورموزها . الإدارات الجديدة أو الملاك الجدد مهما بلغت سلطتهم ، لا يملكون الحق في مصادرة التاريخ أو تهميش رجاله . قد يكونوا اشتروا النادي أو استثمروا فيه أو استحوذوا عليه ، لكنهم لم يشتروا مجده ولا ذاكرته .
لا نلوم الحراس البسطاء حين يمنعون هؤلاء النجوم من الدخول ، فهم مجرد منفذين لتعليمات صدرت من أعلى . اللوم كل اللوم على الإدارات التي تغفل عن قيمة هؤلاء الرموز ، أو تتعامل معهم وكأنهم جزء من الماضي الذي يجب طيّه . نسي هؤلاء أن التاريخ لا يُمحى ، وأن من لا يحترم رموزه يفقد احترام جماهيره أولاً .
من الواجب على وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتدخلا لوضع ضوابط واضحة ، تُلزم الأندية بمنح لاعبيها القدامى بطاقات “ذهبية” تخولهم دخول مقرات أنديتهم بكرامة ، وتتيح لهم عدداً من تذاكر المنصة في مباريات فرقهم . إنها أقل واجب تجاه من رفعوا رايات النصر، وأسعدوا الجماهير لسنوات .
فحين يُمنع نجم بحجم صالح خليفة من دخول ناديه ، فالمشكلة ليست في تصرف فردي ، فمثله لاعبون كثر تعرضوا لنفس الأمر في عدد من أنديتنا . مثل هذه الحوادث تكررت في أندية أخرى ، والسكوت عنها يعني قبول الإهانة لرموزنا جميعاً .
إن احترام التاريخ ليس تكرماً ، بل واجب أخلاقي يضمن استمرارية الولاء والانتماء . فالتاريخ لا يُشترى ، والوفاء لا يُمنح إلا لمن يستحقه . ولكم تحياتي




