والد التوآم الملتصق :خادم الحرمين أنقذ حياة ابنتي بعد معاناة استمرت عامين
خادم الحرمين الشريفين، أنقذ حياة ابنتيَّ الصغيرتين، بعد معاناة استمرت عامين.. هكذا بدأ الشاب المصري البسيط، إسلام صقر رمضان، المقيم بمركز كوم حمادة، التابع لمحافظة البحيرة، في شمال دلتا مصر، حديثًا غلفته دموع الفرح، وهو يحكي قصة التوأم في لقاء نشرته معه ” المدينة”، معبِّرًا عن أسمى آيات العرفان، للموقف النبيل من لدن خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقرار علاج ابنتيه ملتصقتي الرأس، على نفقة المملكة.
وأضاف والد التوأم: «فكرت في التوجه لسفارة المملكة؛ لأناشد خادم الحرمين، نقل ابنتي إلى إحدى مستشفيات المملكة، بعدما علمت بمدى التقدم الذي أصبحت عليه جراحات فصل التوائم بالمملكة، وبعد أن استنفدت كل محاولات العلاج في مصر». وأضاف: «كنت يائسًا، وأشعر أنني أوشكت أن أفقد فلذتي كبدي، إلا أن رجال المملكة أعادوا لي الأمل بمعاونتهم لي، عن طريق السفارة بالقاهرة، على توجيه خطاب إلى الديوان الملكي، في شهر مايو الماضي، أناشد فيه خادم الحرمين بالنظر في حالة ابنتيّ». وتابع: «لم أنتظر طويلًا، حتى جاءني الرد بالموافقة، وبدأت على الفور رحلة التواصل معي، لطلب الأشعة، والتقارير الطبِّية، التي تصف حالة الطفلتين؛ لتحديد أفضل سبل المساعدة الممكنة لي، ولبناتي».
وواصل الأب حكايته، من بين دموع الفرح: «وصلنا إلى اللحظة الحاسمة، التي أنقذ فيها خادم الحرمين الشريفين حياة ابنتي، بعد قرابة عامين من المعاناة، وبث في عروقي وزوجتي الأمل من جديد، وذلك عبر مكالمة هاتفية من الدكتور عبدالله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، يخبرني فيها بقرار علاج التوأمتين بالمملكة، وبأن السفير أحمد عبدالعزيز قطان، سفير المملكة بالقاهرة، سيتواصل معي؛ لتحديد موعد وإجراءات السفر».
وأضاف الأب: «تبدلت دموع الحزن، بدموع الفرح ولم أنم منذ علمت بتحقق حلم علاج ابنتيّ، ولن أكف ما حييت عن الشكر، والدعاء إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعاد الفرحة إلى قلوب كاد يقتلها الحزن». ولم تكن حالة الطفلتين المصريتين، «منى» و»مي»، هي الأولى فقد سبق للمملكة أن رسمت البسمة على محيا ذوي عدد من الأطفال السياميين، بـ19 دولة في العالم، استغاثوا بالمملكة؛ لإجراء عمليات فصل للتوائم على مدى 26 عامًا. ووجهت القيادة باستقبال هؤلاء الأطفال وعلاجهم على نفقة المملكة، بغض النظر عن العرق أو الانتماء، فيما يدرس الأطباء حاليًا استقبال حالات مشابهة من: الصومال، والسودان، والمغرب، من بين قوائم طويلة يمثلون العديد من بلدان العالم يخضعون لفحوصات فريق جراحة متخصص لتحديد أولوية العمل الجراحي. وتتراوح تكلفة العملية الواحدة ما بين 300 ألف ريال إلى مليون ريال، تتكفل المملكة بكامل مصاريفها، بما في ذلك إقامة الأسرة، ومتابعة علاج الأطفال حتى بعد عودتهم مع والديهم سالمين إلى بلادهم لفترة تمتد إلى عام. واحتضنت مستشفيات المملكة، عددًا من المشاهد الإنسانية التي حكت حالة أسر أتت بحزنها، بحثًا عن بصيص أمل يشفي القلوب المتألمة من حالة التوائم الملتصقة، وكيف تتحول إلى فرحة غامرة برؤية الطفلين منفصلين معافين، بعد أن دب اليأس في شرايينهما نتيجة معضلة توأمهما الصغيرين. وتفخر المملكة بوجود فريق طبي سعودي متخصص في إجراء عمليات فصل التوائم، يتكون من 70 طبيبًا وفنيًا على أهبة الاستعداد في أي وقت لإجراء مثل هذا النوع من العمليات. وتتيح المملكة للكوادر الطبية المتخصصة أو من حديثي التخرّج من داخل المملكة فرصة المشاركة في عمليات فصل التوائم، لكسب الخبرات والمهارات الطبية وتصديرها إلى العالم.