اسلاميات

“الالتباس في المفاهيم والمصطلحات وآثاره الثقافية” عنوان محاضرة بالندوة العالمية بالرياض

%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%8a%d8%aa2%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b3

الرياض – سويفت نيوز:

نظمت لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي  مغرب يوم الأربعاء 23/2/1438هـ بمقر الأمانة العامة بالرياض حلقة نقاش تحت عنوان ” الالتباس في المفاهيم والمصطلحات وآثاره الثقافية “ شارك فيها نخبة من المفكرين والعلماء والباحثين وتحدث فيها أ. د.عبد الله بن حمد العويسي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

 

طرح د. العويسي في بداية المحاضرة تساؤلاً مفاده ما صلة “الالتباس في المفاهيم والمصطلحات” بعملية التأصيل ؟!!

وأجاب قائلاً: الحقيقة أن عملية التأصيل هي عملية الخاص في هذا الالتباس الحاصل من اشتباك الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية من تداخل هذين المجالين الثقافيين المختلفين مما أحدث التباساً وارتباكاً واضطراباً تطلب من نخبة من الأمة أن تنتبه لها وأن تحاول الخروج منه وإعادة التوازن مرة أخرى.

ثم تطرق المتحدث إلى قضية المفاهيم والمعاني ودورها في الحياة سواءً الحياة الفكرية الذهنية أو الحياة العملية بعامة .. وفصل قائلاً أن عملية اللغة هي مجموعة من الرموز التي يتفاهم عن طريقها البشر وإذا التبس المعنى لم يصح الفهم أو تضاربت الأفهام.. وكذلك العلوم فكل علم له لغته الخاصة من مصطلحات يصطلح عليها أهل كل فن بحيث تؤدي المعاني المطلوبة لديهم ومن لا يعي هذه المصطلحات يصبح غريباً عن العلم ومغترباً عن أهله.

وذكر المحاضر أنواع الالتباس وقسمهما إلى قسمين: التباس جزئي والتباس كلي وضرب مثلاً بمدرسة المحدثين ومدرسة المتكلمين حيث تدور المعارك الكلامية بين الجانبين دون الوصول إلى نتيجة والسبب المباشر هو اختلاف مصطلحات كل من العلمين .

وأوضح د. العيسي المجال الآخر الذي تظهر فيه الإشكاليات هو المجال المنهجي فمن يستخدم المنطق ليس كمن لا يستخدم المنطق ولذلك اضطر الإمام الغزالي رحمه الله إلى أن يدخل المنطق في العلوم الإسلامية وقال: “من لم يعرف المنطق فلا يوثق بعلمه” .

وذكر المحاضر أن الخطاب السياسي الأيديولوجي هو دائماً خطاب ملتبس وليس خطاباً واضحاً وكذلك الخطاب العقائدي لأن كل إنسان يريد أن يظهر ما يريد ويراه في مصلحته أو يمثل مذهبه وتياره فيسقط مصطلح الآخر أو استخدامه بطريقة غير ما وضعت له وهذا المجال من أخطر المجالات على العلمي والمعرفي لأنه مجال تلاعب وليس مجال وعي صحيح بل يشكل الوعي بطريقة زائفة وهذا يعتبر أشد أنواع الالتباس وأخطرها..

وتطرق المحاضر إلى الالتباس الكلي وهو ما نعيشه هذه الأيام من الالتباس الناتج عن رؤية كونية عامة توجه حضارة أو توجه مجتمع ويزداد الخطر حينما تكون الحضارة مهيمنة ومتصرفة في مجالات الحياة كلها.. ومن الطبيعي أن تظهر مصطلحات في جميع مجالات الحياة في عالم الغيب والشهادة فيحدث التداخل بين الثقافات ويبدأ الصدام حينما تجد من يقول ما دخل الدين في السياسة ؟ لأن العقلية هناك ردت الناس للواقع وللعلوم الواقعية وأخرجت الدين من السياق وعلومه المعيارية .. ومن ثم بدأ الاتباع لتلك المصطلحات والمفاهيم وتلك المنهجيات والمعارف .

وضرب المحاضر مثلاً لتلك المصطلحات الملتبسة بمفهوم الدين والعلم والتقدم والتخلف الحضاري والرقي والتمدن فكلها محددة بمفاهيم غربية أما المفاهيم الأخرى فتعتبر نشازاً !! .

ومن آثار الالتباس: أسلمة الشكل نفسه وإلباسه لباساً غربياً مثل مصطلح  الديمقراطية ومصطلح الاشتراكية الإسلامية .. وآثاره لا تعد ولا تحصى وتشمل كل مناهج الحياة العقدية والقيمية ومفهوم الحرية والعلاقات البشرية مثل منهج إعادة قراءة النص ونزع القداسة عن النص الديني ..  

 

  وفي ختام اللقاء  علق  عدد من أساتذة الجامعات والنخب العلمية على المحاضرة و أسهموا في إثرائها من خلال مداخلاتهم ومشاركاتهم العلمية الرصينة.

وتأتي هذه المحاضرة  ضمن سلسلة النشاطات العلمية والثقافية للجنة التأصيل الإسلامي للعلوم التي تعقدها في مقر الأمانة العامة  للندوة العالمية للشباب الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى