مقالات وآراء

اليوم الوطني السعودي 95 .. مسيرة مجدٍ تتوارثها الأجيال

بقلم – د. عوض بن جزاء :
عضو الجمعية التاريخية السعودية

يُعَدّ اليومُ الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبةً استثنائيةً في ذاكرة كل مواطن، بل هو يومٌ تتجدد فيه معاني الاعتزاز والفخر والانتماء، وتُستحضَر فيه تضحياتُ المؤسِّسين الأوائل الذين خطّوا بجهودهم معالمَ نهضة هذه البلاد المباركة. ففي هذا اليوم نتذكر القائدَ الملكَ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي وحّد أرجاء الوطن تحت راية التوحيد، وجمع الشتات، وأرسى دعائم الأمن والاستقرار في أرض الجزيرة العربية بعد عقودٍ من التفرقة والاضطراب.

اليومُ الوطني السعودي ليس مجردَ ذكرى تاريخيةٍ تُروى للأبناء، بل هو رمزٌ لميلاد وطنٍ عصيٍّ على التحديات، وملحمةُ بطولاتٍ سطّرها الآباءُ بعرقهم وجهدهم وتضحياتهم، ليمنحوا الأجيالَ اللاحقةَ وطنًا عزيزًا شامخًا. فمنذ إعلان توحيد المملكة عام 1351هـ/1932م، انطلقت رحلةُ البناء والتنمية في مختلف المجالات، حتى غدت المملكة اليوم مثالًا للدولة الراسخة التي تجمع بين الأصالة والحداثة.

وفي الذكرى الخامسة والتسعين، تتجلّى قيمُ الولاء والوفاء لقادة البلاد الذين واصلوا المسيرة بإخلاصٍ وحكمة، فقادوا التنميةَ الشاملة، ورسموا للمستقبل خططًا طموحةً تستلهم الماضي المشرّف وتستشرف آفاق الغد المشرق. وقد جاءت رؤيةُ المملكة 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسموِّ وليِّ عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – لترسم ملامحَ تحوّلٍ وطني شامل، يقوم على تنويع الاقتصاد، وتعزيز جودة الحياة، وتمكين الإنسان السعودي ليكون محور التنمية وصانع المستقبل.

إنَّ اليوم الوطني مناسبةٌ لترسيخ الهوية الوطنية وتعميق معاني الانتماء؛ فهو ليس احتفالًا بالذكرى فحسب، بل وقفةٌ للتأمل في ما تحقق من منجزات، واستلهامُ الدروس من الماضي، واستنهاضُ الهمم للمستقبل. فالأبناء اليوم يعيشون في ظل نهضةٍ تنمويةٍ غير مسبوقة، وغدًا سيحملون لواءَ الإبداع والعطاء لمواصلة رحلة الطموح، ليبقى الوطن في صدارة الأمم.

ومما يميز هذا اليوم أنه يوحّد المشاعر، ويذيب الفوارق، فتتجسّد روحُ المواطنة في أسمى معانيها، حيث يلتقي الجميع على محبة الوطن، والولاء لقيادته، والاعتزاز بتاريخه، والإيمان برسالته. كما يعزز هذا اليوم القيمَ الإنسانيةَ التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها، من وحدةٍ وتكافلٍ وعدل، وصولًا إلى ما تبوأته من مكانةٍ دوليةٍ مؤثرة، جعلتها قبلةً للسلام والاستقرار في العالم.

وفي ختام هذه الذكرى العزيزة نقول: إنَّ اليومَ الوطني الخامسَ والتسعين حلقةٌ مضيئةٌ في سلسلةٍ متصلةٍ من العز والفخر، كتبها الأجداد، ويعيشها الآباء، ويحملها الأبناء – بإذن الله – إلى المستقبل المشرق بتحقيق الرؤية الطموحة، ليبقى الوطن شامخًا أبدًا، وعزيزًا على مرّ الأزمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى